Al-Masdar One

                         

   

                 

المصدر السياسي 

نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية تصدر عن:

 "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367

                                                

                                الخميس 1/ آب /2013                                          

   العدد 7548        

 

 

عناوين الصحف لهذا اليوم:                            

 

يديعوت احرونوت:

- المحافظ المرشح البروفيسور ليو ليدرمان: "أعطوني 100 يوم وسترون".

- المحافظ ليو.

- مهانة كرنيت.

- السائق الذي قال: "الى هنا".

- يستبقون المرض بالعلاج (شلل الاطفال).

- احتجاج الصامتين؛ قانون قدرة الحكم يُقر بالقراءة الاولى.

- كيري: اسرائيل ستحتفظ بـ 85 في المائة من الكتل الاستيطانية.

- هكذا تلدين وليدا سليما.

- شريط الاغراء لمونيكا.

- شاورما بعد القتل.

-------------------------------------------------------------------------------

معاريف:

- نهاية عصر الاحزاب الصغيرة: رفع نسبة الحسم الى 4 في المائة.

- بعد عاصفة فرانكل: البروفيسور ليو ليدرمان يُعين محافظا لبنك اسرائيل.

- الاحزاب الصغيرة خارج الكنيست القادمة.

- 400 أصولي يمتثلون هذا الصباح في مركز التجنيد للخدمة القتالية.

- المعارضة تدعو الى التحقيق في صفقة تحرير المخربين مقابل البناء في يهودا والسامرة.

- مصادر امريكية: "لم نجتهد للالزام بتجميد البناء في المستوطنات".

- لأول مرة: عربي قد يُنتخب في مجلس بلدية القدس.

----------------------------------------------------------------------------------

هآرتس:

- الدولة: اخلاء 1300 فلسطيني – لتوفير زمن السفر للجنود.

- نتنياهو يُعين البروفيسور ليو ليدرمان محافظا لبنك اسرائيل.

- وزارة الأمن الداخلي: رخصة السلاح تُعطى بفحص نفسي.

- المستشار القانوني للمناطق: توقيف الطفل ابن 5 سنوات في الخليل كان شرعيا.

- كبير امريكي: المحادثات استؤنفت لمنع التوجه الى الامم المتحدة.

- ربع مليون شكوى الى الشرطة في 2012 على الازعاج.

- اربعة فلسطينيين مشبوهون بالقتل في أفيحيل.

--------------------------------------------------------------------------------------------

اسرائيل اليوم:

- المحافظ التالي: ليو ليدرمان.

- وزارة الصحة تفكر بتطعيم كل اطفال البلاد.

- "منفعل لعودتي الى بنك اسرائيل".

- مرة اخرى إقصاء نساء: حجارة، شغب واعتقالات (بيت شيمش).

- بعد الاحتجاج: قانون قدرة الحكم يُقر بالقراءة الاولى

 

******************************************************************************************************

 

 

 

 

 

 الأخبــــار                                        

 

الخبر الرئيس – المسيرة السلمية – يديعوت – من أورلي أزولاي:

كيري: اسرائيل ستحتفظ بـ 85 في المائة من الكتل الاستيطانية../

          ليس اللوجستيات والجداول الزمنية وحدها – بل مواضيع جوهرية ايضا طُرحت في المحادثات التي بدأت هذا الاسبوع في واشنطن. بعد نهاية المباحثات تحدث وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع بعض من اعضاء الكونغرس وقدّر بأن اسرائيل ستنجح في الحفاظ على 85 في المائة من الكتل الاستيطانية الكبرى.

        يتبين أنه في اثناء جولة المحادثات الاولى بحث الطرفان في مصير المستوطنات في الضفة الغربية، هل سيُنفذ تبادل للاراضي – وأين. وفور مغادرة لفني وعريقات واشنطن، هاتف كيري بعض من رفاقه في  مجلس النواب لتبليغهم عن التقدم في المحادثات.

        وأجرى كيري عدة مكالمات هاتفية منفصلة، أساسا لاعضاء كونغرس معروفين بعطفهم على اسرائيل، ووعدهم بالحفاظ على مصالح اسرائيل. وحسب أحد اعضاء الكونغرس الذي تحدث مع وزير الخارجية، قال كيري: "أعتقد ان 85 في المائة من الكتل الاستيطانية الكبرى ستبقى ضمن السيادة الاسرائيلية". وأضاف عضو الكونغرس بأنه في هذه النقطة حافظت الادارة الامريكية على المصلحة الاسرائيلية.

        وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى أنه اذا كان سيتحقق بالفعل اتفاق كهذا فان 15 في المائة من الكتل الاستيطانية ستُنقل الى الفلسطينيين.

        عضو كونغرس يرى نفسه صديق كبير لاسرائيل، سأل كيري هي يعترف الفلسطينيون في أي وقت من الاوقات باسرائيل كدولة يهودية. فأجاب كيري: "هذا أحد أهدافي. وطن للشعب اليهودي".

        وأخذ عضو الكونغرس الانطباع بأنه في اثناء اللقاءات في واشنطن كانت كل المواضيع على الطاولة، بما في ذلك النقاش في مسألة هل تبقى مكانة القدس حتى نهاية المحادثات. "كانت لنا بداية طيبة"، قال كيري لعضو الكونغرس. وعلى حد قوله، بدا وزير الخارجية متفائلا.

 

 

هآرتس – من باراك رابيد:

كبير امريكي: المحادثات استؤنفت لمنع التوجه الى الامم المتحدة../

صرح مسؤول كبير في البيت الابيض أمس في حديث مع الصحفيين بان أحد الاسباب الاساس التي وقفت خلف الحاجة الى الاستئناف العاجل للمفاوضات السياسية، كان التخوف من مواجهة خطيرة بين اسرائيل والفلسطينيين في الجمعية العمومية للامم المتحدة في شهر ايلول.

"لقد أوضح الفلسطينيون على مدى السنة بانه اذا لم يكن تقدم في المسيرة السلمية، فانهم سيحاولون مرة اخرى رفع مستوى مكانتهم في الامم المتحدة أو في المنظمات الدولية الاخرى"، قال المسؤول. "من شأن هذا أن يخلق توترا شديدا ويعرقل التقدم الذي نريد أن نراه في المنطقة. ليس سرا أن احد الدوافع، في نظر الجميع، كان منع "صدام قطار" يمكنه أن يقع لو لم نستأنف المفاوضات". واضاف هذا المسؤول يقول: "الان عندما تحركت المسيرة الى الامام، فان المواجهة في الامم المتحدة أو في مكان آخر قلت أو حتى اختفت".

رغم استئناف المحادثات السياسية أول أمس ليلا في واشنطن، لا يزال بين الطرفين خلافات حتى على ترتيب المواضيع التي ستطرح في جولة المحادثات التالية، التي ستجرى في القدس او في رام الله في الاسبوع الثاني من آب. ويطالب الفلسطينيون ببدء المحادثات في مسألة الحدود، بينما تطالب اسرائيل بان تُجمل أولا كل الترتيبات الامنية.

مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية اعترف امام المراسلين بان "الطرفان اتفقا على أن تكون كل المواضيع على الطاولة، ولكننا لا نزال نعمل معهما كي نقرر في أي ترتيب ستطرح هذه المسائل". واضاف المسؤول بان الموقف الامريكي بالنسبة للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين مشابه لما قاله الرئيس براك اوباما في خطابه في ايار 2011. في ذاك الخطاب شدد اوباما على أن حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية ينبغي أن تقوم على اساسا خطوط 67، مع تبادل للاراضي. وقال: "بقينا ملتزمين تماما بهذا الموقف. ولكن هذا لا يعني أن الطرفين وافقا على قبول هذا كأساس للمفاوضات".

وقال مسؤول كبير في البيت الابيض شارك هو ايضا في الاستعراض للصحفيين انه رغم الخلافات، كانت الاجواء في المحادثات في واشنطن ممتازة. وعلى حد قوله، ستكون الولايات المتحدة مشاركة جدا في المسيرة في الاشهر القادمة. "سنكون هناك على كل مدى الطريق. هذه محادثات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، ولكني أعتقد بان الجميع يفهم بان لنا دورا حيويا نقوم به". وفي نفس الموضوع أفادت "هآرتس" أول أمس بان الادارة الامريكية رفعت الى الطرفين كتب ضمانات للسماح باستئناف المفاوضات.

وفي البيت الابيض قالوا امس ان المبعوث الامريكي مارتين اينديك سيصل الى المنطقة في الايام القريبة القادمة وسيبقى فيها لعدة اسابيع. وقال المسؤول الكبير في البيت الابيض: "اعتقد ان من الصحيح القول ان اينديك سيشارك في قسم من اللقاءات بين الاسرائيليين والفلسطينيين وفي قسم آخر لن يشارك. في كل الاحوال سيتابع عن كثب قريب المسيرة وسيكون مشاركا فيها".

وقال المسؤولون الامريكيون انه مقارنة بما جرى في السنوات الاربعة الاخيرة، تقرر هذه المرة عدم التوقف عند تجميد البناء في المستوطنات. فقد قال المسؤول: "اعتقد انه توجد احتمالية ان نرى بان البناء في المسوطنات مستمر". وقال نظيره من البيت الابيض للمراسلين ان الرئيس اوباما ووزير الخارجية كيري شددا على مسمع من الفريقين المفاوضين بانه يوجد احتمال عال بان تكون استفزازات في اثناء المحادثات. "هناك اناس في الطرفين سيضعون المصاعب ونحن نأمل أن يفهم الطرفان ذلك والا يسمحا لهذه الاستفزازات بعرقلة المحادثات".

الكنيست/الساحة السياسية – معاريف – من أريك بندر:

 نهاية عصر الاحزاب الصغيرة: رفع نسبة الحسم الى 4 في المائة../

في ختام نقاش دراماتيكي وعاصف تضمن تجنيدا عاجلا للنواب من خارج البلاد، بكاء على المنصة، خطابات مع الظهر الى الحائط وصمت صاخب لنواب المعارضة – صادقت أمس الكنيست بكامل هيئتها بالقراءة الاولى على قانون قدرة الحكم وفي مركزه رفع نسبة الحسم في الانتخابات التالية الى 4 في المائة.

وانقسم التصويت الى قسمين منفصلين في كل واحد منهما احتاج الائتلاف الى اغلبية 61 نائبا على الاقل، وذلك لان الحديث هنا يدور عن تعديل لقوانين أساس.

القسم الاول الذي بادر اليه النواب دافيد روتم، روبرت اليتوف وحمد عومر (اسرائيل بيتنا)، تضمن تقييد عدد الوزراء، بمن فيهم رئيس الوزراء بـ 19 فقط، تقييد القدرة على رفع مشاريع حجب ثقة على الحكومة لمرة واحدة في الشهر بحضور رئيس الوزراء او بناء على طلب 61 نائبا، وتغييرات في المدة الزمنية التي تعطى لمرشح المعارضة لتشيكل حكومة في حالة سقوطها.

الى جانب مشروع القانون صوت 63 نائبا، 46 عارضوا واثنان امتنعوا – رئيس الكنيست النائب يولي ادلشتاين، والنائبة عدي كول من يوجد مستقبل. والى المعارضين انضم النائب روبين ريفلين من الليكود بيتنا.

في القسم الثاني والاشكالي أيضا، مشروع القانون لرفع نسبة الحسم الى 4 في المائة، صوتت النائبة عدي كول مع رفاقها في أعقاب الضغوط التي مورست عليها فكانت النتيجة 64 مؤيدا، 49 معارضا وامتناع 1 عن التصويت، رئيس الكنيست ادلشتاين.

لضمان الاغلبية اللازمة استدعيت الى البلاد من واشنطن وزيرة العدل، تسيبي لفني، التي تعتبر معارضة. وقد جاءت بعد الظهر الى القاعة وصوتت الى جانب القانون بسبب التزاماتها الائتلافية. كما استدعي الى البلاد النائب تساحي هنغبي من الليكود بيتنا الذي سافر هذا الاسبوع لمشاهدة مباراة كرة القدم لمكابي تل أبيب ضد بازل.

وفي النقاش نفسه صعد أعضاء المعارضة الى منصة الخطابة واتخذوا على نحو تظاهري اعمالا احتجاجية استثنائية. فقد استغلوا الزمن الذي خصص لهم للخطابة، أربع دقائق للحديث، لصمت احتجاجي. هكذا فعل الكثير من النواب العرب الذين يخشون من أن رفع نسبة الحسم ستشطبهم من الخريطة في الانتخابات القادمة. وحسب نتائج الانتخابات في الماضي، فان المفدال، ميرتس، وكديما ما كانت لتدخل الكنيست.

هكذا وقف وصمت النواب محمد بركة من الجبهة الديمقراطية، حنين الزعبي وباسل غطاس من التجمع الديمقراطي، وميخال روزين وزهافا غلئون من ميرتس التي غطت وجهها بيديها وبكت على المنصة.

النائب جمال زخالقة بالغ في الفعل حين أغلق فمه بشريط لاصق، صمت وتوجه الى الحاضرين في القاعة قائلا: "هذا تمثيل لما ستكون عليه الكنيست دون نواب عرب. كنيست دون معارضة".

اما النائب احمد طيبي فوقف على منصة الخطابة وظهره الى النواب في القاعة.

وفي يوجد مستقبل تقرر تجميد النائبة عدي كول من عملها في اللجان وفي التشريع حتى اشعار آخر وذلك في أعقاب امتناعها عن التصويت.

وفي المعارضة لا يزالون يأملون بتقليص الضرر في ضوء الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الاسبوع لتشكيل لجنة برئاسة رئيس الائتلاف يريف لفين تدرس في اثناء الاجازة والدورة الشتوية القانون وتبحث فيه مع المعارضة. كما أمر نتنياهو بعدم حثه حتى تشرين الثاني.

القانون/حقوق الانسان – هآرتس – من غيلي كوهين:

 المستشار القانوني للمناطق: توقيف الطفل ابن 5 سنوات في الخليل كان شرعيا../

          كان توقيف وديع مسودة، الطفل ابن خمس سنوات، مشروعا في صالح "ازالة الخطر" – هكذا قرر المستشار القانوني لفرقة يهودا والسامرة، العقيد دورون بن براك. وكان الحدث وقع في اثناء شهر تموز في الخليل، حين أوقفت قوة من الجيش الاسرائيلي من لواء جفعاتي الطفل الذي يزعم أنه رشق حجرا على سيارة. في الشريط المصور الذي نشرته منظمة "بتسيلم" ظهر وهو يرفع الى المركبة العسكرية بينما كان يبكي بمرارة. وقد ابعد مسودة عن المكان وبعد ذلك نقل لرعاية والديه والى السلطة الفلسطينية.

          وردا على توجه من منظمة "بتسيلم" بعث الاسبوع الماضي العقيد بن براك رسالة الى المديرة العامة للمنظمة، جيسيكا مونتال، يقول فيها: "غير مرة يصطدم جنود الجيش الاسرائيلي وقوات الامن بأطفال لم تصل أعمارهم الى 12 سنة يرشقون الحجارة على المواطنين، السيارات ورجال قوات الامن، ويشاركون في أعمال الاخلال بالنظام، وذلك دون رعاية أهاليهم"، كتب بن براك واضاف: "هذه الاحداث تخلق خطرا ذا مغزى على المارة وقوات الامن بل ومن شأنها أن تعرض الطفل نفسه الى الخطر، حيث يوجد بلا رعاية شخص كبير مسؤول عنه".

          وأوضح المستشار القانوني في رسالته بانه رغم كون الطفل الذي يدنو عمره عن 12 سنة غير مسؤول جنائيا ولا يمكن اعتقاله، الا ان "هذا لا يعني ان ليس لجنود الجيش الاسرائيلي الصلاحيات لمعالجة أحداث يعرض فيها قاصر للخطر سلامة الجمهور ونفسه أيضا. بالنسبة لنا فان لقوات الامن الصلاحيات للعمل لازالة الخطر المحدق من نشاط القاصر، عليه وعلى الاخرين، ضمن أمور اخرى من خلال ابعاده عن المنطقة ومرافقته الى أبويه أو الى السلطات الفلسطينية".

الساحة الاقتصادية – هآرتس – من موطي باسوك:

نتنياهو يُعين البروفيسور ليو ليدرمان محافظا لبنك اسرائيل../

          أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية يئير لبيد أمس عن قرارهما تعيين البروفيسور ليور ليدرمان محافظا تاسعا لبنك اسرائيل. وفي محاولة للامتناع عن الحرج مثلما حصل مع تعيين يعقوب فرانكل بعث نتنياهو بالبروفيسور يوجين كندل رئيس المجلس الوطني للاقتصاد لفحص ماضي ليدرمان. ولم يعثر كندل على اي هيكل في الخزانة فأقر نتنياهو ولبيد التعيين.

          وفور التعيين أعلنت القائمة باعمال المحافظ بالوكالة، كرنيت بلوغ، عن انهاء وظيفتها في بنك اسرائيل في غضون شهر. وستنهي بلوغ التي تقوم بعمل المحافظ بالوكالة عملها في البنك الذي استمر منذ 25 سنة بعد ان مُنعت من التعيين في المنصب مرتين.

          ليدرمان، ابن 61، ولد في الارجنتين وهاجر الى اسرائيل في سن 17. وأنهى دراسة البكالوريوس في الاقتصاد في الجامعة العبرية في القدس والماجستير والدكتوراة في جامعة شيكاغو. وفي الاعوام 1988 – 1991 كان رئيس دائرة الاقتصاد في جامعة تل أبيب. وتعنى بحوثه أساسا في مواضيع بنكية مركزية، اهداف التضخم المالي، سياسة الاستقرار الاقتصادي، سياسة البنوك المركزية واقتصادات الاسواق المستيقظة، حركات المال والاسعار التبادلية. وفي السنوات العشرية الاخيرة شغل منصب المستشار العموم اقتصادي الرئيس لبنك هبوعليم.

          ومن غير المتوقع أن يواصل ليدرمان سياسة فيشر في مواضيع مثل فقاعة السكن وتدخل بنك اسرائيل في مجال العملة الصعبة. ويمكن الافتراض بانه سيكون أكثر حساسة لمواضيع الفوارق الاجتماعية، الفقر والتعليم.

------------------------------------------------------

 

الافتتاحيات  

                              

هآرتس – افتتاحية - 1/8/2013

عنصرية يومية

بقلم: أسرة التحرير

 

          رغم موجة مشاريع القوانين المناهضة للعرب، التي يطرحها بحماسة بعض من منتخبي الجمهور – قانون قدرة الحكم، الذي سيمس اساسا بالاحزاب العربية؛ قانون الدولة القومية، الذي يصف اسرائيل كدولة يهودية قبل الديمقراطية؛ والقانون الذي يفرض تفضيل خريجي الجيش في القطاع العام والخاص – فاننا نصطدم بالحياة اليومية بمظاهر العنصرية الحقيقية والاقوى. في الاحاديث العادية وفي التوجيهات غير الرسمية للموظفين في مستويات متوسطة ومتدنية، والتي تنقل فيها الرموز غير المكتوبة، وتصمم في نهاية المطاف السياسة العامة للجهاز وللدولة ايضا.

          أحاديث كالتي نشرت "هآرتس" نصها وتضمن تبادل للحديث بين مسؤولة تجنيد الزبائن في فرع بنك همزراعي في كريات شمونة وبين موظفة السنترال.

          "نحن لا نعطي الائتمان لابناء الاعمام"، قالت منسقة تجنيد الاموال. "العرب، الدروز، كيفما تسميهم"، فصلت بناء على طلب موظفة السنترال الفئات السكانية التي وصفتها بانهم "ابناء الاعمام"، والذين هم زبائن غير مرغوب فيهم للبنك، ممن يجب طرح شروط غير جذابة عليهم كي يتنازلوا مسبقا عن حساب في البنك اليهودي. هذه السياسة غير الرسمية، التي نفاها البنك وشرحها كحدث موضعي سيتم التحقيق فيه، تلخص الممارسة العنصرية في المجتمع الاسرائيلي. مجتمع لم يعد من السلامة السياسية القول فيه: "لا دخول للعرب"، ولكن مسموح استخدام تعابير تلميحية مثل "ابناء الاعمام" لاخراج الاقصاء العنصري الى حيز التنفيذ.

          لهذه الممارسات آثار اقتصادية واجتماعية شديدة: المعطيات التي طرحت في التقرير الصحفي واستندت الى معطيات مركز بحوث الكنيست تبين بان الزبائن العرب، الذين يتجمعون في معظمهم ورغم أنفهم في بنكين فقط، يدفعون عمولات اعلى من الزبائن اليهود، وأرباح الفائدة منهم – الفارق بين الفائدة التي يحصلون عليها على توفيراتهم مقابل تلك التي يدفعونها على الائتمان – أعلى من تلك لدى الزبائن اليهود. هذا المبدأ، الذي يفرض على الضعيف سياسيا ضريبة أو دفعة اعلى لقاء الخدمة، مرفوض وخطيئة بحق مبادىء العدالة الاجتماعية.

          المشكلة الاكبر لـ "العنصرية اليومية"، كما تجد تعبيرها في قضية بنك همزراحي، هي وجود رائحة التمييز الاعتيادي بين الانسان والانسان – عرف ينتشر في المجتمعات ذات الاخلاق الاجتماعية الفاسدة. على بنك همزراحي باقي البنوك وكل المؤسسات في القطاع العام والخاص أن تقتلع من الجذور الحكم المسبق على الانسان بناء على أصله وعرقه. هذا شرط أساس للدولة الديمقراطية.

----------------------------------------------------------

 

يديعوت - مقال افتتاحي - 1/8/2013

كلٌ يفعل ما يشاء

بقلم: أمنون شاموش

       (المضمون: عدوان المستوطنين وراء الخط الاخضر على الفلسطينيين يتم بتعامٍ ودعم من قادة اسرائيل - المصدر).

          حينما يكتب مراقب الدولة "كلٌ يفعل ما يشاء" يقصد ما يجري وراء الخط الاخضر. فهو يُبين لنا أن الحكومات لا تحافظ عن علم على القانون في كل ما يتعلق بالمستوطنات.

          نعلم جميعا ان الخط الاخضر ليس عائقا عن تسرب الفساد والاستخفاف بقوانين الدولة فهما يصلان الى كل ركن في البلاد. ويعرف الجمهور ذلك من الحياة اليومية، والتأثير فيه هو بمنزلة كارثة وطنية. فكل من يعرف كيف يلتف على القانون يفعل ذلك لا في ارتجاف بل في متعة. ويقول المواطن البسيط في نفسه: إنهم يخفون ضرائب فساخفي ضرائب أنا ايضا. ويقول المواطن الذي هو أكثر حنكة في نفسه: إنهم فاسدون وناجحون وأنا لست ساذجا ايضا.

          تحايل آباؤنا على السلطات في بلدان الجلاء ونحن لا نقل عنهم حنكة واحتيالا. في جيل منشئي الدولة بُنيت الصهيونية على اعمال جريئة غير مشروعة. فما فعلناه بالسلطة البريطانية البغيضة يفعله اليوم المستوطنون بسلطة الحمقى الذين يحكمون في القدس. ويغمز الحمقى بعضهم بعضا في لذة ويمدح بعضهم بعضا بالقدرة على إغماض العيون حينما يكون الحديث عن شباب التلال وهم أبناء سالبي التلال الذين أرسلتهم الحكومة، والذين ينقضون قوانينها وقوانين المجتمع الانساني وقوانين التوراة ايضا.

          لا يمكن ان نتوقع من الجمهور ان يحافظ على القانون حينما تُخل الحكومة بالقانون وراء الخط الاخضر على رؤوس الأشهاد. إن الخُلق الأساسي وهو واجب احترام القانون يتزعزع عند كل من يرى ويسمع ويفهم كيف يُؤمَر وزراء حكومته بالتعامي وأن يؤيدوا في الظلام ناقضي القانون على اختلافهم والذين يختبيء أكثرهم سوءً وراء مصطلح "شارة الثمن". إن الانتقال  من كتابات قبيحة على مسجد وكنيسة الى بيوت قادة "سلام الآن" مفهوم من تلقاء نفسه، وشرطة اسرائيل لا تبلغ الى المجرمين الشباب ولا تجدهم. يبدو أن لهم قبباً حديدية على رؤوسهم.

          ينبغي أن نذكر أن أكثر من نصف المستوطنين لم يأتوا الى هناك لاسباب ايديولوجية بل لأجل الراحة الاقتصادية والرغبة في الخروج من ضيق سكن وعيش. ولا أتحدث عنهم بل عن الجزء ذي الايديولوجية المتطرفة والمتحمسة والمنتقمة التي فقدت الاخلاق اليهودية الأساسية ولن نتحدث عن الاخلاق الانسانية. إن هذه المجموعة تعمل في ظاهر الامر في ظل التوراة والشريعة اليهودية وهي تضر في واقع الامر بالقيم التي تُقدسها وتُبعد كل انسان مستقيم عن اليهودية القومية الشديدة الوطء التي تفضل قوانين التوراة على قوانين الدولة.

          يقول نفتالي بينيت: إنهم اخوتنا. فكلهم اخوته أما أنا فلا. إنهم اخوته كما كان العيص أخا يعقوب. وما زال يعقوب يتعقب العيص كما كان اسحق وابراهيم يفعلان باسماعيل. بيد أنهم لا يطردونه الى الصحراء هذه المرة بل يحاولون السيطرة على خيامه والمس بحقوقه ومقدساته في صحراء ارض الميعاد. إنها ارض الميعاد التي أصبحت منذ زمن ارض الأمن وارضا تأكل سكانها وتكره جيرانها.

          إن الانتقال طبيعي من الاستخفاف بالقانون الذي يؤيده غمز الحاكم الى العنف. والعنف لا يحمي الشيوخ والعجائز والمعوقين والمقعدين والمرضى. في بلد لا يتزعزع الحكام فيها ولا يردون على مقولة "كلٌ يفعل ما يشاء" فقط يمكن ان نسمع بابن قتل والديه بسكين وبأب قتل بناته وبفتيان قتلوا جارا طلب اليهم ان يغضوا الضجيج وأن يدعوه ينام هو وأبناؤه. ولم أسمع بأن هذا الكلام وفي مقدمته كلام مراقب الدولة قض مضجع القادة الحمقى بل إنه لم يستخرج من أفواههم تنديدا أو ندما أو وعدا بتقويم المعوج.

------------------------------------------------------

 

 

 التقارير والمقالات                             

 

هآرتس - مقال - 1/8/2013

كيف يمكن أن ينجح التفاوض السياسي

بقلم: أري شبيط

          (المضمون: ستفشل المباحثات الحالية بين الفلسطينيين والاسرائيليين كما فشل ما سبقها من مباحثات إلا اذا تدخل الامريكيون بقوة وأعدوا حلا خلاقا يمهد الطريق لانطلاق الى الأمام - المصدر).

          هل تريدون تفاؤلا؟ إن جون كيري كما يبدو هو السياسي الوحيد في العالم المستعد لمخاطرة كبيرة ولفعل كل ما هو مطلوب لانقاذ حل الدولتين في آخر لحظة. وبنيامين نتنياهو هو الزعيم الوحيد لليمين الاسرائيلي الذي يلتزم تصريحيا بحل الدولتين وهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الوحيد الذي وقع على اتفاقات سياسية مع الفلسطينيين منذ كان قتل اسحق رابين. ومحمود عباس هو الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يؤيد منذ 25 سنة حل الدولتين، وهو ايضا يعلم ان الزمن ينفد. ومارتن اينديك هو المختص الوحيد بالسلام الذي عمل مرتين سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل، ولهذا يعرف بصورة ممتازة الاسرائيليين والفلسطينيين والصراع العميق بينهما الذي يطمح الى إنهائه. وهكذا فان التأليف بين كيري ونتنياهو وعباس واينديك هو تأليف لمرة واحدة لن يتكرر. والأشهر التسعة التالية هي أشهر أمل ما حذر أخير.

          هل تريدون تشاؤما؟ إن كيري سبقه وورن كريستوفر ومادلين اولبرايت وكولن باول وكوندوليزا رايس وهيلاري كلينتون. وقد حاول كل وزراء الخارجية الامريكيون ان يصنعوا سلاما هنا في العشرين سنة الاخيرة وفشلوا. أما نتنياهو 2013 فسبقه نتنياهو 2009 – 2012. وقد فشلت كل المحاولات التي تمت الى الآن لجعل رئيس وزراء اسرائيل يجتاز الروبيكون السياسي. وأما عباس الحالي فسبقه عباس كامب ديفيد وعباس أنابوليس. ولم ينجح أحد الى اليوم في ان يحلب سلاما من عنز القومية الفلسطينية العنيدة. وهكذا فان احتمال ان ينجح اينديك في المكان الذي فشل فيه دنيس روس ودانيال كيرتسر واهارون ميلر وآليوت أبرامز وجورج ميتشل ومن لا يُحصون من وسطاء السلام الآخرين هو احتمال ضعيف. إن الخطوط الهيكلية للاتفاق الدائم الاسرائيلي الفلسطيني معلومة في ظاهر الامر. ويعلم الطرفان في ظاهر الامر منذ زمن بعيد ما الذي يفترض أن يوقعا عليه. لكن التجربة في واقع الأمر تُثبت ان القدرة على التوقيع غير موجودة. فالسلام يظهر مرة بعد مرة بعد مرة ويُخايل ويهرب.

          يوجد غير قليل من الاسباب كي نؤمن بأن الفرصة هذه المرة جدية: فكيري لا يتجه الى الرئاسة بل الى انجاز تاريخي حقيقي، ولهذا ينفق في السلام كل موارده وموارد الأمة التي يمثلها؛ وإن قوة نتنياهو الضعيفة تفضي الى أنه يستطيع ان يقدم السلعة ولديه بواعث استراتيجية (ايران) وسياسية (الليكود) ثقيلة الوزن ستشجعه على ان يقدمها؛ أما ضعف قوة عباس فيجعله متعلقا تعلقا مطلقا بالغرب الذي لن يستمر في دعمه اذا خيّب الآمال في هذه المرة ايضا.

          لكن يوجد ايضا غير قليل من الاسباب كي نؤمن بأن المخاطرة عالية بصورة مميزة: فالولايات المتحدة تنسحب من الشرق الاوسط ويراها أكثر سكانه قوة متهاوية؛ وتسبب الفوضى الاقليمية ألا يكون لأي زعيم عربي الشرعية المطلوبة ليوقع على اتفاق سلام رسمي ونهائي مع الكيان الصهيوني؛ ويتصرف الاسرائيليون والفلسطينيون الذين أثبتوا في الماضي أنهم فنانون في انتاج الايهام بالسلام، يتصرفون الآن كمن يشاركون مُجبرين في مسيرة فارغة لا ينوون تحقيقها.

          وهكذا فان الاحتمال الوحيد لكيري واينديك هو الاستنزاف. فاذا كان كل ما سيحاولان فعله تكرار صيغ الماضي ومحاولة فرضها على الطرفين فسيفشلان، فلا احتمال ألبتة لأن يعرض نتنياهو أكثر مما عرض اهود باراك واهود اولمرت في حينهما، كما أنه لا احتمال ألبتة لأن يقبل عباس ما رفضه عرفات وعباس.

          لكن اذا كان اينديك في الوقت الذي تتباحث فيه تسيبي لفني وصائب عريقات في الموضوعات الايديولوجية غير القابلة للحل في الصراع سيُهييء لهما اقتراحا خلاقا ممهدا فثم أمل. إن انتصار التفاؤل على التشاؤم سيتم احرازه فقط اذا أظهر الامريكيون الآن أبرز خصائصهم وهي البراغماتية والابداع.

------------------------------------------------------

 

 

هآرتس - مقال - 1/8/2013

إجلاء 1300 فلسطيني لأجل راحة الجنود

بقلم: عميره هاس

       (المضمون: تريد الدولة الاسرائيلية ان تنقل سكان 12 قرية في جنوب جبل الخليل لافساح مجال لتدريبات عسكرية في المنطقة، وهو أمر يخالف القانون الدولي بحسب آراء خبراء اسرائيليين بالقانون الدولي - المصدر).

          تريد الدولة أن تُجلي 1300 من سكان قرى فلسطينية عن بيوتهم ويسكنون في ميدان النيران 918 في جنوب جبل الخليل – لأن التدريبات فيه توفر زمنا وموارد على الجيش الاسرائيلي. وهذا واحد من تعليلات الدولة كما يُبين ردها على استئنافين من سكان القرى الذين يريدون إبطال خطة نقلهم قسرا وإبطال أمر الاغلاق الذي صدر بحق المنطقة. وجاء رد الدولة على الاستئنافات يوم الثلاثاء، بعد عدة تأجيلات، ووقع عليه المحامي عنار هيلمان، وهو نائب مدير في قسم قرارات المحكمة العليا في النيابة العامة، والمحامي اسحق بيرت، وهو نائب في النيابة العامة. وقد مثل السكان المحاميتان تمار فيلدمان ومِشخيت بندل من جمعية حقوق المواطن، والمحامي شلومو ليكر.

          إن الاستئنافات في كانون الثاني 2013 هي نسخ من استئنافات رُفعت في سنة 2000 باسم سكان 12 قرية في جنوب جبل الخليل طردهم الجيش الاسرائيلي من بيوتهم قبل ذلك بسنة بزعم ان الحديث عن سكن غير قانوني في ميدان نيران. وأمر أمر مؤقت من المحكمة العليا آنذاك بتمكين السكان من العودة الى اراضيهم الى أن يتم بت القرار بصورة نهائية. وفي تموز 2012 فقط تم تلقي رد الدولة على الاستئنافات وورد فيه أن وزير الدفاع آنذاك اهود باراك يؤيد موقف الجيش الاسرائيلي الذي تنبغي بحسبه العودة الى استعمال ميدان النيران بصورة تامة وأن يتم هدم لأجل ذلك ثمانية تجمعات قروية وأن يتم اجلاء سكانها. وورد في الرد آنذاك ايضا أن اربعة من التجمعات في شمال غرب ميدان النيران لن تُهدم وسيُسمح لسكانها بالاستمرار في العيش في بيوتهم (بجوار هذه القرى في داخل ميدان النيران بيوت بؤر استيطانية اسرائيلية غير قانونية).

          بسبب تغير الموقف الذي أزال تهديد الطرد عن اربع قرى من القرى الـ 12، استقرت آراء قضاة المحكمة العليا على محو الاستئنافات وأمروا المحامين برفع استئنافات جديدة، لكنهم لم يُبطلوا الأوامر المرحلية التي تمنع طرد السكان. وفي رد الدولة على الاستئنافات الحديثة التي رُفعت أمس تزعم ان تطوير وسائل قتالية متقدمة ذات مدى نيران أكبر يوجب وجود مناطق تدريب أكبر مما كانت في الماضي. واذا كان قد تم التأكيد في رد الدولة في تموز 2012 على الحاجة الى تدريبات في ميدان النيران 918 نتاج دروس حرب لبنان الثانية، فان التأكيد في هذه المرة هو لتوفير الزمان والمال الذي ينبع من قرب المنطقة من قاعدة التدريب اللوائية للواء الشباب الطلائعيين. وقد أُنشئت القاعدة في 1993 في تل عراد بسبب قربها من ميداني النيران 918 و522.

          "إن قرب ميدان النيران من قاعدة التدريبات يُمكّن من توفير في أهم مورد في مجال التدريبات في الجيش الاسرائيلي وهو مورد الزمن"، ورد في رد الدولة، "ويُمكّن هذا القرب ايضا من توفير كبير للمال اذا انتبهنا الى التكاليف المرتفعة التي تصاحب نقل مئات المقاتلين والمعدات والسيارات الى تدريبات في ميدان نيران بعيد. ويضاف الى ذلك ايضا جوانب تأمين القوة والمعدات في المنطقة البعيدة. فكلما زادت المسافة بين قاعدة التدريبات وميدان النيران تم الاضرار بزمن تدريب الجنود وتم الاضرار بذلك بأهليتهم ايضا. ويصدق ذلك على نحو خاص على تدريبات المبتدئين التي تُرى في الجيش الاسرائيلي تدريبات عظيمة الأهمية بصورة مميزة... ولهذا تقرر في خلال السنوات الأخيرة في الجيش الاسرائيلي نقل وحدات نظامية بصورة تدريجية الى معسكرات تدريب تقع بالقرب من ميادين النيران... إن معنى الغاء ميدان النيران 918 هو ان وحدات تأتي للاعداد في قاعدة التدريب اللوائية للشباب الطلائعيين ستضطر الى ان تتدرب في ميادين نيران بعيدة عن القاعدة، وهو شيء سيضر ضررا كبيرا بجدوى التدريبات وستصاحبه تكاليف مالية مرتفعة جدا ويسبب خسارة وقت تدريب ثمين".

          وكرر المدعيان هيلمان وبيرت الموقف الذي يقول إن سكان القرى في ميدان النيران لم يسكنوا هناك قط "سكنا دائما"، وزعما أن لهم بيوتا في بلدة يطا وأنهم يعتدون منذ 1980 على أمر اغلاق المنطقة لحاجات عسكرية. وتعرض الدولة على المستأنفين أن يرعوا في اراضيهم في نهايات الاسابيع وفي الأعياد اليهودية فقط، وأن يفلحوا اراضيهم في موسمين مُركزين في السنة. ويعتمد موقف الدولة الذي يرى أن ليس الحديث عن "سكان دائمين" فيما يعتمد عليه على تصريح للمستشرق موشيه شارون، البروفيسور المتقاعد في معهد دراسات آسيا وافريقيا في الجامعة العبرية الذي كان يعمل رئيس قسم الشؤون العربية في هيئة القيادة العامة برتبة عقيد.

          وفي مقابل ذلك يزعم محامو المستأنفين ان سكان القرى في ذلك المكان يعيشون منذ حقب كثيرة حياة تقليدية مميزة من رعي الأغنام والعمل الزراعي في اراضيهم مع الابقاء على صلات اجتماعية وعائلية واقتصادية للبلدة الأم – يطا. وكذلك يزعم ممثلو المستأنفين وهو زعم يؤيده رأي استشاري لخبراء قانون اسرائيليين كبار، أن النقل القسري للسكان يخالف القانون الدولي وقد يكون سببا للتوجه الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

-----------------------------------------------------

 

 

 

هآرتس - مقال - 1/8/2013

جابوتنسكي كان سيقسم البلاد

بقلم: ديمتري تشومسكي

       (المضمون: جابوتنسكي زعيم الحركة الأم لليكود كان يرفض رفضا باتا استعباد شعب لاشعب آخر على اعتباره المبدأ الأسمى لكل باقي المبادىء - المصدر).

       في ضوء استئناف المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، يمكن الافتراض بان لي بعيدا اليوم الذي سيقف فيه بنيامين نتنياهو أمام حسم عملي بالنسبة لتقسيم بلاد اسرائيل. أحد الاعتراضات الحادة التي من المتوقع أن يصطدم بها داخل حركته، سيكون على اي حال الاعتراض الايديولوجي في أنه مجرد البحث في تقسيم بلاد اسرائيل يتناقض تناقضا قطبيا مع مبادىء الاصلاحية الصهيونية بشكل عام، والفكر الوطني السياسي لمؤسسها، زئيف جابوتنسكي بشكل خاص.

          لا ينبغي الاستخفاف باعتراضات من هذا القبيل. فالشائعات في أن العالم في ايامنا يعيش في عهد ما بعد موت الايديولوجيات كانت مبكرة، وبالتأكيد عندنا في اسرائيل، التي قتل فيها رئيس وزراء لاسباب ايديولوجية. وعليه، فان المسألة الايديولوجية في ان فكرة تقسيم البلاد التي قد يتبناها رئيس الليكود بجدية في مرحلة ما من المفاوضات ، تتعارض والعقيدة السياسية لمؤسس الحركة الام لليكود، هي مسألة ثقيلة الوزن.

          ظاهرا، لا توجد مسألة أغرب من هذه يمكن طرحها على جابوتنسكي ومواقفه السياسية القومية. أفليس معروفا للجميع ان مبدأ الاصرار على وحدة بلاد اسرائيل كان أساس الاسس في صهيونيته. من لا يتذكر خطاباته الملتهبة ضد توصيات لجنة بيل في 1937 لتقسيم بلاد اسرائيل الانتدابية الى دولة يهودية ودولة عربية، أو حقيقة أنه حتى آخر ايامه وجد صعوبة في ان يسلم بفقدان شرقي الاردن؟

          ولكن يجدر الصعود من هاوية الفكر الى المبدأ الاسمى الملزم في مذهب جابوتنسكي القومي، والذي كانت كل باقي المبادىء خاضعة له. "القومية هي فردية الشعوب"، هكذا أنهى في كانون الثاني 1903 مقاله "عن القومية" في الصحيفة الليبرالية الروسية "اوديسسكايا نوفسكي". حذار على اي شعب أن يقمع الشخصية القومية لشعب آخر، هكذا قرر قبل بضعة اشهر من ذلك في مقاله "عن الصهيونية". بل واضاف هناك بان لا شيء اكثر سخافة من الفرضية بان اليهود "يحتاجون الى دولتهم كي يتاح لهم خنق وقمع شعوب اخرى".

          اقوال بهذه الروح، ترفض رفضا باتا الاستعباد القومي لشعب من شعب آخر، اطلقها جابوتنسكي المرة تلو الاخرى، وبجملة اللغات التي عرفها، بما فيها اللغة العبرية، على مدى كل ايام نشاطه العام. كيف إذن يستوي تمسكه بهذا المفهوم مع تأييده غير المتحفظ لفكرة حكم اليهود على بلاد اسرائيل الكاملة، حيث يوجد سكان قومية غير يهودية؟

          الجواب على هذا السؤال ليس معقدا جدا. ففي ايام نشاط جابوتنسكي الصهيوني، كان العنصر الاقليمي الفلسطيني في الهوية القومية لعرب بلاد اسرائيل/فلسطين بارزا للعيان اقل من صلتهم العربية العامة. ولهذا السبب فان جابوتنسكي، مثل العديد من الصهاينة من ابناء تلك الفترة، اعتبر عرب البلاد اولا وقبل كل شيء كجزء من أمة عربية وحيدة الدين وواسعة النطاق، بينما صلتهم المحلية لبلاد اسرائيل لم تبدو له كضرورية لاعطاء تعبير كامل عن شخصيتهم الوطنية الجماعية. ما بدا له هاما بلا قياس كان الصلة الثقافية والروحية لعرب بلاد اسرائيل بالمنطقة العربية.

          من أجل الابقاء على هذه الصلة بلا عراقيل، كما اعتقد، سيكون كافيا لعرب بلاد اسرائيل حكم ذاتي جماعي ثقافي – وطني واسع في دولة ذات اغلبية يهودية، في اطارها يتاح لهم الابقاء على علاقات ثقافية وثيقة مع المنطقة العربية المحيطة خارج بلاد اسرائيل الكاملة. وكتب في 1930 يقول ان "بلاد اسرائيل تقع في الحبل السري لعدة بلدان ثقافتها عربي وستبقى عربية. وسيتمتع عرب بلاد اسرائيل دوما بميزة قدرة الوصول الى التأثيرات العربية خلف الحدود".

          في اثناء نحو ثلاثة اجيال منذ وفاة جابوتنسكي، وقعت تطورات عميقة في ميل تبلور الهوية القومية لعرب بلاد اسرائيل/فلسطين. وكرد على خطاب الحقوق التاريخية الصهيوني على البلاد، كنتيجة لصدمة النكبة واللجوء، وفي ضوء المصادرة التي لا تتوقف للاراضي الفلسطينية، فان الصلة السياسية – الاقليمية للوطن الفلسطيني اصبح عنصرا سائدا في الشخصية الجماعية للفلسطينيين في الضفة الغربية، في قطاع غزة، لدى الفلسطينيين من مواطني اسرائيل، وكذا في أوساط الشتات الفلسطيني في العالم. ومن هنا فان منع تحقق حق الفلسطينيين في تقرير المصير في حدود قابلة للعيش داخل مجال بلاد اسرائيل/فلسطين يشكل مسا جوهريا بـ "فردية" الشعب العربي – الفلسطيني، ولهذا فانه يتعارض بشكل قطبي مع المبدأ الاساس للمذهب القومي الجابوتنسكي، الذي يرفض المس بـ "فردية" كل شعب وشعب.

          لما كانت الصلة الاقليمية – السياسية ببلاد اسرائيل – فلسطين تحتل في عصرنا مكانا مركزيا في الشخصية القومية الجماعية لليهود والفلسطينيين على حد سواء، فان السبيل الوحيد لتطبيق عقيدة الفردية القومية لجابوتنسكي هي السعي الى تقسيم البلاد الى دولتين الحدود بينهما مفتوحة، وفي كل واحدة منهما توجد أقلية قومية – فلسطينية في اسرائيل ويهودية في فلسطين – تتمتع بحقوق المواطنة والحقوق الجماعية القومي الكاملة.

ما أن بدأ إذن السير في المسار المؤدي الى تقسيم البلاد على نتنياهو أن يفهم وان يستوعب ان ليس فقط لا يوجد في ذلك "خيانة" لعقيدة الاصلامية الجابوتنسكية، بل العكس، يوجد في ذلك ما يكمل بشكل تام مبادئها الاساس، التي يدوسها حزب الليكود الحالي طالما كان يحث سياسة الاستعباد القومي لشب آخر.

-----------------------------------------------------

 

معاريف - مقال - 1/8/2013

خدعة أبو مازن

بقلم: ايلي أفيدار

       (المضمون: أبو مازن أسوأ من عرفات. فهو لا يعد شعبه لامكانية السلام ولا يجند الدعم للمفاوضات. بدون التزام حقيقي وعلني بالمسيرة لن يكون اتفاق - المصدر).

          بينما تمتلىء الصفحات الاولى في الصحافة الاسرائيلية بصور الابتسامات من واشنطن، يقود رئيس السلطة الفلسطينية احدى خطوات الخداع الاكبر منذ بدء المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، قبل أكثر من عقدين. ويفعل ابو مازن ذلك دون أن يغطي أو يتظاهر، وحتى دون رد فعل من الامريكيين او الاسرائيليين.

          في انتقال الشعوب من المواجهة الى الحل الوسط مطلوب اعداد ثابت وطويل للرأي العام للواقع الجديد. دون دعم جماهيري لن يكون اتفاق. هذا صحيح في نظام ليبرالي مثلما في اسرائيل وكذا في حكم أقل ديمقراطي، كالذي يوجد في رام الله. وحتى لو كان الحديث يدور عن تظاهر بالاعتدال في الموقف أو لعبة، فان للتصريحات العلنية للزعيم أهمية استثنائية.

          لقد رفض ياسر عرفات ابداء المرونة في المفاوضات ومنعها من ان تنضج الى اتفاق سلام.  ولكن حتى هو خلق مظهرا من الاستعداد للحل الوسط (ربما ايضا كتطلع لان يحظى بنقاط استحقاق في الاسرة الدولية). حديثه عن "سلام الشجعان" أقنع الاسرائيليين والفلسطينيين بصدق نواياه.

          أبو مازن اسوأ من عرفات. سلوكه العام عديم الخجل. الامر الوحيد الذي يعد به الشعب الفلسطيني هو تحرير السجناء. ولا ترمي اي خطوة له لتجنيد الدعم الجماهيري للمفاوضات او تبديد الانطباع الذي يسود السنوات التي ادار فيها سياسة احادية الجانب ضد اسرائيل في الامم المتحدة وفي اوروبا. فالاعلان عن تحرير السجناء لا يأتي لاقناع الفلسطينيين لدعم السلام بل  لتمجيد الرئيس.

          لو كان ابو مازن يريد حقا الوصول الى اتفاق، فان مصلحته السياسية هي تجنيد الدعم الشعبي للمسيرة، بحيث يحميه من قوى المعارضة وحماس. ولدى الرئيس ادوات عديدة: كان بوسعه أن يطلب من اصدقائه في الجامعة العربية أن يسندوه علنا هذا الاسبوع. كان يمكنه أن يدفع شخصيات ذات مكانة عامة في الشعب الفلسطيني للحديث في صالح المفاوضات. كان يمكنه أن يتوجه الى شعبه بصوته واقناعه بالحاجة الى السلام.

          ليس صدفة أننا لم نرَ مظاهرات كبرى في أرجاء السلطة ضد المفاوضات. فحتى حماس تجلس بصمت، ولا ذكر للمهرجانات الكبرى التي رأينا في الماضي في غزة. فمنظمات الرفض الفلسطينية تفهم الرسالة جدا. هدف المحادثات ليس اتفاق سلام بل انتزاع انجازات من اسرائيل قبل التوجه المتجدد للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.

          هناك من سيدعي بان حكومة اسرائيل هي الاخرى لا تخرج عن طورها لدعم المسيرة. ولكن المتابعة لتصريحات رؤساء الاحزاب الكبرى من العمل، عبر يوجد مستقبل وحتى الليكود بيتنا وشاس – تفيد بانها جميعها تحدثت أثناء للمفاوضات المباشرة التي تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية. الجمهور الاسرائيلي مستعد، ولكن هناك حاجة لاثنين لرقصة التانغو.

          على اسرائيل أن تطالب بذات النوع من الالتزام من السلطة الفلسطينية. لا يوجد اي سبب يمنع المتفاوضين نيابة عنها، والرئيس نفسه، من التوجه الى شعبهم ليوضحوا كامل التزامهم للمحادثات التي بدأت. لا يوجد اي سبب يمنعهم من الحديث عن السلام والتعايش، تماما مثلما فعل زعماء اسرائيل من فوق كل منصة في السنوات الاخيرة. اذا كان الوسطاء الامريكيون جديين في نواياهم، فان عليهم أن يساندوا هذا المطلب بشكل لا لبس فيه. وحتى ذلك الحين فان الحديث يدور عن ليس اقل من الخداع.

------------------------------------------------------

 

 

هآرتس - مقال - 1/8/2013

أفرجوا عنهم ايضا

بقلم: جدعون ليفي

          (المضمون: ينبغي الافراج عن الـ 14 سجينا فلسطينيا من عرب اسرائيل ليكون ذلك إظهارا لحسن نية نحو المجتمع العربي في اسرائيل الذي يرى التمييز الواقع عليه في السجون الاسرائيلية ايضا - المصدر).

          أشتاق الى أن أرى كريم وماهر يونس ووليد دقة وكل السجناء الـ 14 العرب الاسرائيليين السجناء منذ قبل اتفاقات اوسلو يُفرج عنهم. أنا أعرف دقة مثلا وأعلم جيدا مبلغ عظم الظلم في استمرار سجنه.

          لن يكون الافراج عنه وعن رفاقه يوما صعبا فقط بل يوم عيد ايضا – لهم ولأبناء عائلاتهم، وللعدل والمساواة في الأساس.

          لا توجد مظالم كثيرة اسوأ من استمرار سجنهم. ولا يوجد تمييز أكبر من التمييز الواقع عليهم. فبعد ثلاثين سنة (إبنا العم يونس) وبعد 27 سنة (دقة)، حان وقت الرحمة والانسانية لهما ايضا. وقد حان وقت حريتهما (منذ زمن).

          يوجد كل شيء في النقاش العام في الافراج عن السجناء الفلسطينيين ما عدا عنصر الرحمة والانسانية. فاللاانسانية تبلغ ذروتها هنا: كلهم قتلة، وهم غيلان بشرية مع دم على الأيدي، ولا يهم ما الذي فعلوه وكم قضوا في السجون، ولا يهم ما الذي فعله أبناء شعوب اخرى ناضلوا عن حريتهم وعن اعتقادهم ومنهم أبناء شعبنا، الارهاب اليهودي قبل 1948 أو مخربون مستوطنون بعد ذلك. إن حملة التحريض على السجناء الفلسطينيين موجهة بصورة جيدة، فهي ترمي الى تذكير الاسرائيليين بأن الفلسطينيين ليسوا بشرا. وحينما يكون الحديث عن سجناء يكون من السهل جدا تأجيج هذه المشاعر السافلة.

          إن الافراج عنهم سيؤلم أكثر أبناء عائلات ضحاياهم. وهذا طبيعي ومفهوم وحق. لكن ليس الضحايا هم الذين يبتون الحكم في دولة قانون. إن العائلات الثكلى تُستعمل في معركة التحريض على السجناء الفلسطينيين وسيلة فقط لتهييج الغرائز. وفي هذا الجوق مكان لصوت واحد فقط هو صوت المعارضين، بل إنه لا مكان فيه حتى للعائلات الثكلى التي تعتقد اعتقادا مختلفا – ويوجد مثلها. ولا يجوز ان نُذكر بأن للقاتلين ايضا حقوقا وبأن للسجن المؤبد حدودا وبأن المجتمع يُقاس بعلاقته بسجنائه وأنه يجب ان يُظهر قدرا من الرحمة والانسانية مع السجناء ايضا. لكن الجوق الاسرائيلي يصرخ معترضا بعضه بسبب مشاعر أصيلة وبعضه بسبب تقديرات غير جدية – تقديرات شهرة أو إظهار "أنظروا الينا" أي ثمن ندفع لأجل السلام نحن الباحثين الكبار عنه.

          قد يكون بين السجناء من لا يستحقون الافراج عنهم. لكن كان يجب الافراج عن أكثرهم منذ زمن. لكن المعركة العامة تجرف الجميع الى رزمة كراهية واحدة وتبلغ ذروتها موجهة على السجناء من مواطني الدولة. فقد أوجدت اسرائيل لنفسها محظورا آخر.

          قد نفهم الغضب المميز الموجه على مواطني الدولة الذين انضموا الى نضال شعبهم لدولتهم. لكننا اذا حكمنا عليهم بحكم يختلف عن اخوتهم الفلسطينيين في محاولة اسرائيلية اخرى من "فرّق تسد" فانهم يستحقون المساواة بالسجناء الامنيين اليهود. فاما أن يكون حكم واحد للسجناء الفلسطينيين وعرب اسرائيل وإما ان يكون حكم واحد للسجناء الامنيين الاسرائيليين اليهود والعرب. ولا يوجد لعرب اسرائيل لا من هذا ولا من ذاك.

          لم يخرج دقة في اجازة واحدة مدة 27 سنة. وحينما كان أبوه يحتضر لم يُسمح له حتى بأن يودعه بالهاتف. لا يوجد سجين يهودي آخر تكون هكذا عقوبته وسلب حقوقه. أُدين دقة باختطاف جندي وقتله، وأُدين عامر بوبر بقتل سبعة عمال. ويخرج بوبر في اجازات لأنه يهودي فقط. وقد أُفرج منذ زمن عن يورام شكولنك الذي قتل فلسطينيا مقيدا. واحتاج دقة الى سنين الى ان تفضلوا بتحديد مدة عقوبته بـ 37 سنة، واحتمال اقتطاع الثلث منها صفر، بل إن يغئال عمير حظي بالاجتماع بزوجته ولم يُفعل ذلك بدقة لأنه عربي فقط.

          توجد الآن فرصة للاصلاح. إن الافراج عن الـ 14 الذين قضوا جميعا أكثر من عشرين سنة سجن ليس عمل عدل معهم فقط بل هو الخطوة الصحيحة ايضا نحو المجتمع العربي في اسرائيل الذي يرى تمييزه في السجون ايضا. أفرجوا عنهم ايضا من فضلكم لا بسبب ضغط امريكي فلسطيني بل لأن هذا هو العمل الانساني الذي ينبغي فعله.

------------------------------------------------------

 

اسرائيل اليوم - مقال -1/8/2013

ملاحظتان على التفاوض والحاخامية

بقلم: درور إيدار

       (المضمون: لماذا تشغل امريكا واوروبا أنفسهما باحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في وقت تتجاهلان فيه ما يجري حولهما في العالم العربي وفي افريقيا ايضا - المصدر).

1. ما الذي يجعل القوة العظمى في العالم وصديقتها الاوروبية تنفقان وقتا كبيرا وموارد على أحد أصغر الصراعات في العالم وأكثرها حفاظا عليه؟ سلام سلام هنا اسرائيل. يُقتل سوريون حولنا – أكثر من 100 ألف في سنتين (كم قُتل في 100 سنة صراعنا من الطرفين ومن ذلك حروب اسرائيل؟ أقل بكثير)؛ وفي مصر لم يسمعوا بـ توماس فريدمان وأعادوا توأم مبارك الى سلطة تذبح مؤيدي اولئك الذين كانوا يحكمون منذ وقت قريب؛ وفي العراق يقتلون آلافا بصورة راتبة ولم نذكر لبنان وليبيا وتونس وغيرها. ويُذبح في افريقيا ايضا مئات الآلاف في حروب القبائل والمستبدين. لكن من المُلح على الولايات المتحدة واوروبا ان تُحلا السلام عندنا، ويريان أن رهن مستقبلنا لحساب ما يرونه سلاما أصح. أيكون سبب الفرق ان العرب الآخرين ليس عندهم يهود في الجانب الآخر؟ فهم بسبب ذلك يذبحون أبناء شعبهم.

تحدث وزير  الخارجية الامريكي عن تسوية دائمة في غضون تسعة أشهر. بعد انقضاء الحمل سيولد المخلص. ويمثل كيري الغرب الذي قسّم افريقيا الى دول دون ان يأخذ في الحساب التقاليد السابقة، وهكذا تم تحديد حدود للدول قسمت القبائل والعائلات ووحد في المقابل أعداء في منطقة واحدة. وهكذا فعلوا في الشرق الاوسط، في العراق وسوريا ولبنان. تعالوا نتحادث. إن لكل مشكلة حلا ويمكن تقسيم قطعة ارض. إن هذه العقلية الغربية لا تنجح في مناطق تتنفس تقاليد قديمة. فما هو التزوير الذي شاهدناه أول أمس في واشنطن اذا؟ ومن الذي اقتبس كيري ولفني وعريقات من كلامهم؟ إنها اقتباسات جوفاء مثل زينة كرتونية قديمة لا يوجد من خلفها شيء سوى حائط قاتم.

2. في الاسبوع الماضي حكم اعضاء كنيست حريديون على قانون المساواة في العبء بأنه مصيبة. وقد عبرت عن رأيي في الماضي أن حشر الحريديين في زاوية وفرض التجنيد عليهم يشبه فرض السلام علينا الآن. ففي الحالتين يُبعد تقريب النهاية الحل المراد ويشهد على عدم الصبر على مسارات ايجابية تجري تحت السطح. وكتبت ايضا ان دراسة التوراة هي حمل لعبء بقاء الشعب اليهودي. لكن أن يكون ذلك مصيبة؟! هل جُننتم؟ إن التجنيد للجيش الاسرائيلي هو فريضة من التوراة.

اذا حكمنا على أمر بأنه مصيبة فهو الانتخابات للحاخامية الرئيسة. لم توجد أية قداسة أو حب للتراث أو قول روحاني في تلك القضية المخزية بل صراع سياسي فقط. وقد اشتغلت وسائل الاعلام في الأساس بلطف المرشحين وانتمائهم الحزبي المتوهم. ونُذكر بأن الحاخام الرئيس يفترض ان يكون رئيس الحاخامين في ارض اسرائيل. والحديث بمعانٍ كثيرة عن مقابل لرئيس السنهدرين، أي عن رئيس المؤسسة الشرعية العليا للشعب اليهودي.

هل كنا نُعين لرئاسة الاكاديمية الوطنية للعلوم باحثا مبتدئا؟ ما كنا لنفعل حتى لرئاسة قسم في جامعة. إن الباحث في الاكاديميا يُمتحن بحسب بحوثه ومنشوراته العلمية. فهل كنا نُعين ضابطا ضئيل الرتبة رئيسا لهيئة الاركان؟ يمكن ان نُخمن قوة الفضيحة. لكنه انتُخب للحاخامية الرئيسة في العشرين سنة الاخيرة (في الجانب الاشكنازي في الأساس) حاخامون لطيفون لكن بلا قائمة منشورات جدية وأصيلة وبلا كاهن شرعي ليحمل مهمات ثقيلة الوزن.

-----------------------------------------------------

 

معاريف - مقال - 1/8/2013

وإذا كان السلام

بقلم: غي مروز

       (المضمون: حاولوا التخيل انه سيحل السلام بعد تسعة اشهر، فهل ستختفي كل مشاكلنا ولن تكون حفرة في الميزانية، ولا عنصرية، ولا شيطان طائفي. يا له من جميل العيش هنا في الميدل ايست - المصدر).

          أعرف أنه لن يكون سلام، ولكني سأغرق في الخيال، بعد إذنكم، بالطبع. فتخيلوا أنه سيكون. تماما بعد تسعة اشهر سيسير نتنياهو وأبو مازن معا الى جانب بيرس بالطبع واوباما ايضا، وسيعلنوا في الساحة الاكثر اخضرارا اياها ان أخيرا يوجد سلام. التفكير فقط في ما لن نضطر بعد اليوم الى الانشغال به يجعلنا في راحة اكبر من حيث هذا الخيال الحلو الذي يبعث على الانتعاش.

          فمثلا، اذا كان سلام، ليس مؤكدا انه سيسمح لفريق بيتار يروشلايم بمواصلة التجول بحرية. فهذا لا يسير معا – السلام مع العرب وشغب المؤيدين للفريق ضد العرب، الذين بعضهم أبرياء، في شوارع القدس.

          اذا كان سلام، فان كل موضوع القدس سيدار بشكل مختلف. سترغبون في شرب دمي ولكن لن يكون سلام اذا لم نعش في القدس تحت سلطة اخرى، ليست اسرائيلية وليست فلسطينية. وأنا أقصد بالطبع الاجزاء المتنازع عليها والجميلة جدا، وليس البشاعة التي أقمناها في المحيط (هولي لاند وشمالها).

          اذا كان سلام، فسيكون هنا الكثير من المال، ولن تثور اعصابنا كثيرا من شبه محافظ شبه سرق وشبه نجح في اخفاء هذا عن تيركل وسربه. يحتمل أنه اذا كان سلام، فلن يكون هناك تيركل. سيكون تينكربل، إذ كل شيء سيكون مسحورا في المحيط.

          اذا كان سلام وكل المال سيتدفق بالفعل مثلما أدعي، فلن نغضب من الحفرات من حولنا، من العنصرية، من الظلام فوق هذه الهوة. اذ أنه اذا كان سلام فسيتوجه الكثير جدا من المال الى التعليم، وسيكون كل شيء أكثر ثقافة. فقد ادعينا كل السنين بان كل شيء يبدأ وينتهي في التعليم. ولا يعقل أن فجأة ان يكون هذا غير صحيح، أليس كذلك؟

          اذا كان سلام، فقد تكرهوني أقل لان كل شيء سيكون أفضل بقليل، وربما ستقولون باننا ربما كنا محقين في أن السلام افضل من هذا الهراء الممثل بالحرب.

          نعم، أعرف أنكم جميعكم تريدون السلام. ولكن فقط لا يوجد مع من يمكن الحديث في الطرف الاخر، وكذلك إذن لتصنع السلام مع العرب، بل وفي الصيف. انظر الى اين اخذتمونا، ستقولون، انتم مع اوسلوكم الاجرامي، مع شبه اعادة هضبة الجولان الى الجزار من دمشق ولم نتحدث بعد عن نصرالله.

          بالمناسبة، اذا كان سلام، فلن نتحدث أكثر عن نصرالله. فهو سيكون غير ذي شأن. وهو سيتبخر تماما، مثل الساحرة الشريرة اياها من بلاد العجب. فالمياه الباردة ستذيبه!

          واذا لا، ستقولون لي، اذا عزز السلام بالذات الارهابيين في الشمال وحماس في الجنوب، فماذا ستقول عندها؟ ستأتي لتشييع ابنائنا؟ وستتلو عليهم صلوات الموتى؟

          اذا كان سلام، أعتقد ان الجنازات ستكون مختلفة. أصلي أن تكون أقل وأخشى من أنه اذا كان سلام سيكون لنا مزيدا من الوقت كي نكافح ايضا في سبيل مقابر يمكننا أن نتلو فيها آيات علمانية والا ندفع 50 الف شيكل لكيبوتس ما فهم بان موتنا مجدٍ للرب.

          اذا كان سلام، سنتمكن ايضا من أن نتوقف عن البحث عن الشيطان الطائفي، نتوقف عن حسد اراضي اعضاء الكيبوتسات، نسمح للاصوليين بالقيام بالخدمة الوطنية فقط، وليذهبوا الى العمل، لانه يوجد سلام ولا حاجة الى هذا العدد الكبير من الجنود، بل هناك حاجة الى عمال يهود اذكياء ونشطاء.

          يحتمل، يا اصدقائي، ولا سيما أنتم من الطبقى الوسطى، انه اذا كان سلام، فستبدأ جبنة الكوتيج بتخفيض السعر، والروضة ستكون بالمجان ومن أجل البيت لن نعمل كل العمر، بل معظمه. بل وسنتمكن من أن نبدأ بالتجوال إذ جميل جدا هنا في الميدل ايست، ولكن على أننا نحتاج فقط الى هذا الشيء الذي يسمى، ماذا كان؟ نعم، السلام، اي متعة كان الاغراق في الخيال. يمكن للمرء ان يعود الان لمشاهدة الأخ الاكبر.

------------------------------------------------------  

 

هآرتس - مقال -1/8/2013

لفني: دبوس أمن نتنياهو

بقلم: نيفا لنير

       (المضمون: أصبح رئيس الوزراء الاسرائيلي أكثر اعتمادا على لفني من اعتماده على باقي الوزراء واعضاء الكنيست في حكومته - المصدر).

          في المعركة الانتخابية في 2009 استعملت تسيبي لفني سؤال هيلاري كلينتون وهو "من تريدون ان يرفع سماعة الهاتف في الثالثة فجرا؟". وكانت كلينتون تقصد براك اوباما حينما تنافسا في سنة 2008 في الترشح للحزب الديمقراطي قُبيل انتخابات الرئاسة. وكانت لفني تقصد بنيامين نتنياهو واهود باراك.

          وأجاب باراك بتواضع يميز هذا الرجل غير الودود بقوله: "إن وزيرة الخارجية غير مؤهلة لاعطاء الأجوبة لا في الثالثة فجرا ولا في الثالثة ظهرا". وبعد مرور ولاية نتنياهو – باراك القريبين جدا، يحسن أن نُذكر بأنه لم تأت ألبتة مكالمات هاتفية الى منزل رئيس الوزراء ولا الى الهاتف في بيت وزير الدفاع باراك. فلم تكن مسيرة السلام جذابة لهذين السياسيين بقدر كافٍ، وهما اللذان فضلا أن ينقذا العالم وألا يشغلا أنفسهما بصغائر كالفلسطينيين لأنه لا يوجد أصلا من يتم الحديث معه. سيضطر المؤرخون الذين سيتجهون الى بحث اسباب "تهاوي اسرائيل بين الشعوب" الى توسيع بحثهم عن انجازات حكومة نتنياهو الثانية، وستكون القائمة قصيرة جدا.

          اختار نتنياهو في حكومته الثالثة ان يمنح لفني لا لقب "المسؤولة عن التفاوض" فقط بل مجال العمل المطلوب لاستيفاء ذلك. ويبدو التأليف بين نتنياهو ولفني عجيبا، فهما زوجان غريبان. إن لفني هي أبرز رافعة لراية "دولتين للشعبين" وقد رهنت مستقبلها السياسي لتحقيق موقفها، وهي تُحسن فهم أنه لن يكون سلام في المكان الذي لا يوجد فيه زعماء يريدون السلام ولا يكونون شجعانا بقدر كاف لصنعه. لا يكون لا سلام دائم ولا تسوية مرحلية ايضا. وماذا عن نتنياهو؟ هل هو مصمم على نية ان يستوفي محاولة التوصل الى تسوية أم سيتهرب عند أول عقدة من التفاوض؟.

          إن النقطة الآن هي اختيار نتنياهو للفني. كان لنتنياهو في الماضي "مبعوث من قبل رئيس الوزراء". ومبعوثه اليوم، المحامي اسحق مولخو، يصاحب "المسؤولة عن التفاوض". فهل التغيير الاسرائيلي في مستوى المحادثات يرمي الى إنزال اوروبا والامريكيين عن الظهر؟ وهل يعبر عن تغيير في موقف رئيس الوزراء وهل هو متجه الى تسوية أو الى استيفاء المحاولة؟ ينبغي ان ننتظر ونرى. وعلى كل حال ستبذل لفني كل ما تستطيع كي يثمر التفاوض اتفاقا.

          يتبين ان لفني – لا وزير الدفاع ولا وزير المالية بل ولا وزير الاقتصاد مع ألقابه الكثيرة – هي لا هم دبوس أمن نتنياهو في حكومته الثالثة. والسلام على غير القائد باراك وعلى عضو الكنيست شاؤول موفاز الذي سخر من لفني حينما تنافسا في رئاسة "كديما". فقد سأل: "ما الذي فعلته لفني. هل تحدثت الى عدد من وزراء الخارجية؟".

          إن سلوك نتنياهو في مطلع الاسبوع يفضي بنا الى نقطة اخرى: إن جدَّه لاحراز أكثرية في الحكومة كان محرجا مثل رسالته الى مواطني اسرائيل على الأقل، ولم يكن أقل في احراجه من الهمس في آذان مراسلين، أما الصعاب السياسية حسنة لرئيس الوزراء كي يعلم الفلسطينيون والامريكيون ويروا. لندع لحظة أن نتنياهو يتجه الى تسوية وان التسوية في متناول اليد. من يؤيده في حزبه؟ هل يؤيده الوزراء اسرائيل كاتس وجلعاد أردان وليمور لفنات؟ ونائبا الوزيرين داني دنون وزئيف الكين؟ وهل يؤيده اعضاء الكنيست ياريف لفين وتسيبي حوطوبلي وميري ريغف؟ وقادة حزبه الذين دعموه هذا الاسبوع؟.

          أخذت تضعف قبضة نتنياهو على حزبه، فاذا تقدم في مسار التسوية فيبدو أنه سيجب عليه أن يفعل ما فعله اريئيل شارون وهو أن يُحدث انفجارا سياسيا آخر. ومن المثير ان نعلم من سيجد حوله. لكن حسبُنا الفرح في حينه.

 

----------------------- انتهت النشرة ----------------------