Al-Masdar One

                         

   

                 

المصدر السياسي 

نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية تصدر عن:

 "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367

                                                

                      

 

                                                                                         

الأحد 4/ آب /2013                                                العدد 7550        

                                                                                                                        

 

 

                                                                                                 

 

قسم العناوين                                   

يديعوت احرونوت:

- المكالمة التي عرقلت التعيين.

- سيرك المُحافَظِية – نتنياهو ولبيد يفشلان مرة اخرى في تعيين محافظ لبنك اسرائيل. ربما للمرة الثالثة.

- مهزلة – ليو ليدرمان هو الآخر يعلن عن سحب ترشيحه لمنصب المحافظ بسبب توجهات للجنة تيركل.

- العالم يضحك: "أوبرا صابون لبنك اسرائيل".

- للمرة الثالثة: يبحثون عن محافظ جديد.

- امرأة مُشقفة في حقيبة.

- جنرال التهدئة – دامبسي الى اسرائيل.

- تأهب عملية: الولايات المتحدة تغلق 21 سفارة.

- البدء بالتطعيم.

- انتصار شيلي.

معاريف:

- أثر فرانكل – ليدرمان: كبيران آخران يرفضان التعيين.

- الهواية في ذروتها.

- ضغط على نتنياهو ولبيد: أوقفوا المهانة.

- الصحافة في العالم: أوبرا صابون في البنك المركزي الاسرائيلي.

- في المرة القادمة فليستخدموا "غوغل".

- المرشح المفضل على نتنياهو: يوجين كندل.

- قضية اشكنازي: مواد التحقيق ستُنقل الى الشرطة.

- ايران على شفا انهيار اقتصادي.

- نتنياهو يهاجم اقوال روحاني، مع أنها زُورت في وسائل الاعلام.

- الحرب التي قبل حرب لبنان الثالثة.

- لأول مرة منذ 1967: الدروز في شمال هضبة الجولان يحتفلون بـ "يوم الجيش السوري".

- انتصار طفيف ليحيموفيتش على هرتسوغ، كابل ومرغليت في مؤتمر حزب العمل.

هآرتس:

- نتنياهو يبحث عن محافظ للمرة الثالثة بسبب الاعتزال المفاجيء لليدرمان.

- التفتيش عن قاتل المرأة التي وُجدت مُبترة في حقيبة في جنوب تل ابيب.

- الخزنة المقفلة لـ دويتشه بانك: لماذا تخلى ليدرمان عن منصب المحافظ؟.

- الولايات المتحدة تغلق اليوم 21 ممثلية في المنطقة خوفا من عملية.

- نتنياهو يرد على اقتباس مغلوط عن روحاني ورفض التراجع.

- الحكومة تدرج مستوطنات منعزلة في خريطة مناطق الاولوية الوطنية.

- شتاينيتس يهاجم خلفه: لبيد وقح ومغرور.

اسرائيل اليوم:

- الاعتزال والحرج.

- كيف سقط المحافظون.

- التعيين يعود.

- "فرصة ذهبية لتعيين د. بلوغ محافظة".

- فظاعة في تل ابيب: جثة امرأة مُبترة في حقيبة.

- تحذير يعانق العالم.

- روحاني يهاجم: اسرائيل هي جرح في جسد الاسلام.* * *  

 المصدر السياسي

قسم الأخبــــار                                         الأحد 4/8/2013

ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367

الخبر الرئيس – الساحة السياسية – معاريف – من يوسي غرينشتاين وآخرين:

أثر فرانكل – ليدرمان: كبيران آخران يرفضان التعيين../ ضغط على نتنياهو ولبيد: أوقفوا المهانة../

          الى جانب الانتقاد الشديد على مهزلة تعيين رئيس الوزراء نتنياهو ووزير المالية لبيد لمنصب محافظ بنك اسرائيل، يشتد التحفز في الاقتصاد استقبالا للقرار بهوية من سيقف على رأس المؤسسة المالية الأهم في الدولة. فبعد فشلين محرجين – يعقوب فرانكل وبعد ذلك ليو ليدرمان، تأمل الاوساط الاقتصادية في ان يوجد التعيين الذي لم تعلق به شائبة ولا يسحب ترشيحه مثلما فعل الرجلان.

          بدت هذه كنكتة، على حساب دافع الضرائب. فمثل هذه المهازل تضر ببنك اسرائيل وبالتأكيد لا تنفع الاقتصاد، ففي غضون اربعة ايام سحب بروفيسوران شهيران ترشيحهما خوفا من النبش في ماضيهما. يوم الاثنين الماضي أعلن يعقوب فرانكل عن سحب ترشيحه للمنصب على خلفية القصة في هونغ كونغ. وبعد يومين من ذلك اختير ليدرمان للمنصب، قال انه منفعل وسعيد لقبوله. وفي الغداة بدأ يُعبيء النماذج المناسبة قُبيل الفحص في لجنة تيركل الذي خُطط له لهذا الصباح، ولكن أول أمس ايضا أبلغ هو الآخر نتنياهو بسحب ترشيحه "بعد أن أجريت محادثات مكثفة مع أبناء عائلتي أُفضل أن أستمر كرجل خاص في عملي في جامعة تل ابيب وبنك هبوعليم". وجاء البيان بعد ان وصل الى اللجنة عدد من الرسائل المغفلة عن أداء ليدرمان في "دويتشه بانك" وفي موضوع آخر. ومع ان ليدرمان مقتنع بعدم وجود مشاكل في ماضيه إلا انه فضل ألا يجتاز النبش المتسلل للخصوصية والقاسي الذي تقوم به اللجنة.

          وحبذ لبيد التعقيب بالدعابة على بيان ليدرمان الأشوه ونشر رسالة الكترونية لناخبيه قال فيها "يتبين أن البروفيسوريين في الاقتصاد هم عصبة ملونة ومنفلتة وبت أتوق لأناس مستقرين وثابتين مثل يتسبان وبرابه".

          في "بنك المرشحين" الآخذ في الهزال بقيت بضع أسماء المتصدر فيها هي القائمة باعمال المحافظ د. كرنيت بلوغ، التي أُهينت مرتين باثر عدم تعيينها برغم ان المحافظ المنصرف ستانلي فيشر أعدها للمنصب وهي تعتبر مرشحة طبيعية له. وسبق أن أعلنت بلوغ عن استقالتها من بنك اسرائيل، ولكن من الصعب ان نعرف كيف سترد اذا ما توجه لها نتنياهو ولبيد وطلبا منها تسلم المنصب. وبقدر ما هو معروف فان لبيد كان يريد تعيينها ولكن نتنياهو لا يريد.

          وأنتقدت محافل في بنك اسرائيل رئيس الوزراء قائلة ان "نتنياهو كرر ذات الخطأ مرتين. فقد كان ينبغي ان يعين بلوغ محافظة فوفر على نفسه الحرج".

          وفي الساحة السياسية أيضا يشتد الانتقاد على نتنياهو ولبيد على فشلهم في التعيين. فقد أشارت رئيسة المعارضة شيلي يحيموفيتش بان على نتنياهو ولبيد أن يذهبا الى بيت بلوغ ويعتذرا منها على ما فعلاه بها من "خازوق" بغير حق ويطلبا منها أن تتفضل بقبول المنصب. وفي أعقابها دعا ايضا رئيس لجنة الاقتصاد افيشاي بريفرمان الى "وقف المهانة". وقال: "اذا فتشنا عن سبب لعدم ثقة الجمهور بالسلطة فهذا مثال ممتاز. بدلا من البحث عن محافظين في البلاد وفي الخارج، توجد مرشحة ممتازة وكفؤة، د. كرنيت بلوغ، أوصى بها المحافظ المنصرف ويقدرها العديد من الاكاديميين ومن المنظومة البنكية".

          واضاف النائب ايتسيك شمولي "اعفونا جميعا من هذه المهانة، وبدلا من اختيار شخص آخر غير مناسب من دوائر الاصدقاء المقربين، قرروا فورا اختيارا شفافا ومهنيا في لجنة تعيين مهنية برئاسة قاضي". وقال بريفرمان وشمولي انهما سيقدمان بمشروع قانون لترتيب شكل تعيين المحافظ.

          هذا ودعت نائبة وزير المواصلات، النائبة تسيبي حوتوبيلي نتنياهو أمس الى "صنع التاريخ وتعيين امرأة في المنصب".

          من حاول الدفاع عن نتنياهو ولبيد كان بالذات وزير المالية السابق يوفال شتاينتس الذي قال "انه لا يفترض أن رئيس الوزراء ووزير المالية أن يجندا مكتب تحقيقات للتنقيب عشر سنوات الى الوراء في حياة من يرشح للمنصب. يجب التأكد الان من الا ترفض تعيينات لاناس مناسبين معنيين بالتعين بمناصب في الخدمة العامة فقط بسبب رسائل مغفلة تنشر في الهواء".

ايران - هآرتس – من باراك رابيد:

نتنياهو يرد على اقتباس مغلوط عن روحاني ورفض التراجع../

          اقتباس حاد عن الرئيس الايراني الوافد حسن روحاني تنديدا باسرائيل نشر أول أمس في عدة مواقع اخبارية ايرانية وفي وكالات الانباء الدولية الكبرى، دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى نشر رد سريع وهجومي على نحو خاص. ولكن بعد بضع ساعات تبين أن الاقتباس الذي رد عليه نتنياهو كان مغلوطا.

          اول أمس بعد الظهر شارك روحاني في المهرجان السنوي في ذكرى يوم القدس في طهران، المعروف كحدث يصبح كل سنة استعراضا للكراهية ضد اسرائيل. وفي ظل المهرجان نشرت وكالة الانباء الطلابية في ايران "إسنا" وبعض من وسائل الاعلام الاخرى في ايران اقتباسات عن روحاني زعم فيها أنه يدعو الى ابادة اسرائيل. ونقل على لسان الرئيس الايراني الجديد قوله: "النظام الصهيوني هو جرح في جسد العالم الاسلامي منذ سنين، ويجب ازالة هذا الجرح".

          وفي غضون دقائق نشرت الاقتباسات الحادة في وسائل الاعلام الدولية، وفي غضون نصف ساعة نشر رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الاقتباسات عن روحاني. وقال نتنياهو: "لقد انكشف الوجه الحقيقي لروحاني في وقت اقرب مما كان متوقعا. حتى لو سارعوا الان الى نفي أقواله – فان هذا هو ما يفكر به الرجل وهذه خطة عمل النظام الايراني. على هذه الامور ان توقظ العالم من الوهم الذي يعيشه بعض العالم  منذ الانتخابات في ايران. الرئيس هناك تغير ولكن هدف النظام لم يتغير – الحصول على سلاح نووي من أجل تهديد اسرائيل، الشرق الاوسط، السلام والامن في العالم بأسره. محظور أن يكون لدى دولة تهدد بابادة دولة اسرائيل سلاح دمار شامل".

          ولكن بعد وقت قصير من نشر رد نتنياهو تبين أن الاقتباسات عن روحاني لم تكن دقيقة. صحيح أن اقواله كانت حادة ولكنه لم يستخدم تعبير النظام الصهيوني، وعمليا لم يدعو على الاطلاق الى ابادة دولة اسرائيل. فقد قال الرئيس الايراني ان "ظل الاحتلال في فلسطين المقدسة وفي القدس العزيزة... هو جرح في جسد العالم الاسلامي منذ سنوات عديدة".

          ونشر التلفزيون الايراني بالانجليزية ومقر قيادة روحاني أول أمس مقطع فيديو لاقواله الكاملة مع الترجمة للانجليزية للاثبات بان الاقتباسات غير دقيقة. ونشرت معظم وسائل الاعلام الدولية تقارير جديدة ومعدلة. أما في مكتب رئيس الوزراء فلم يتأثروا بالتعديلات. فقد اشاروا في مكتبه الى أنه "حتى بعد التعديل كان قول روحاني خطيرا وكنا سنصدر ذات الرد في كل الاحوال. كي نري بانه ليس رجلا معتدلا. نحن نقف تماما خلف ردنا. كنا نعرف ان الايرانيين سيسارعون الى النفي".

ايران/امريكا – يديعوت – من يوسي يهوشع:

جنرال التهدئة – دامبسي الى اسرائيل../

          تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل نحو اسبوعين في برنامج "التقِ الامة" في قناة "سي.بي.اس" الامريكية والذي جاء فيه ان "اسرائيل لن تنتظر الى ان يكون فات الاوان" كي تتخذ القرار بالهجوم في ايران، أقنع الادارة الامريكية بانه من المجدي لها أن تبرد الساحة قليلا – والى هذه المهمة جند رئيس الاركان الامريكي، الجنرال مارتين دامبسي.

          دامبسي الذي هو رئيس الاركان الامريكي سيصل الى اسرائيل يوم الاحد القادم في زيارة عمل، ليحل ضيفا على رئيس الاركان بيني غانتس كما سيلتقي بنتنياهو ووزير الدفاع موشيه بوغي يعلون. والهدف الاول من هذه الزيارة هو توثيق التعاون العسكري بين الدولتين حول ما يجري في سوريا، وفي هذا الاطار سيتم ايضا استيضاح مسائل المنشورات التي تصدر في الولايات المتحدة وتعزو لاسرائيل الهجمات الاخيرة في بلاد بشار الاسد – خلافا للنفي الاسرائيلي.

          رغم استئناف المسيرة السياسية مع الفلسطينيين والحرب الاهلية في سوريا، يقلق الامريكيون اساسا من امكانية ان تفاجيء اسرائيل وتهاجم في ايران. والهدف الثاني من زيارة دامبسي هام بقدر لا يقل، وهو المحاولة الامريكية لتهدئة المنطقة في ضوء تصريحات نتنياهو حول الجمهورية الاسلامية. "يتعين على اسرائيل أن تفكر في كيفية وقف ايران"، قال رئيس الوزراء في تلك المقابلة، وتناول بشكل صريح وواضح اكثر مما في الماضي امكانية هجوم اسرائيلي وعن أن الجدول الزمني الاسرائيلي أقصر من الامريكي. "يتعين على اسرائيل أن تفكر كيف توقف ايران قبل ان تفعل الولايات المتحدة ذلك، فالزعماء في طهران يخطئون اذا ما اعتقدوا باننا سنسمح لهم بالوصول الى قنبلة. وأنا مصمم على عمل كل ما يلزم للدفاع عن دولتي في وجه نظام يهددنا بالابادة المتجددة". وفي نفس الاسبوع، في بداية جلسة الحكومة، اضاف نتنياهو: "ايران تسارع نحو القنبلة وتواصل الهرع الى الامام بسرعة لتطوير قدرة عسكرية نووية".

          ولم يتأخر الرد الايراني: وزارة الخارجية الايرني وصفت الحكم الاسرائيلي بانه "يدق قبول الحرب"، وقالت ان اسرائيل قلقة من أن يؤدي انتخاب الرئيس الجديد حسن روحاني من تخفيف الضغط الاقتصادي الواقع على ايران.

          ويقلق الامريكيون جدا من امكانية هجوم اسرائيلي في ايران وتحت السطح يتعاظم التوتر بين الدولتين. ففي الاسبوع الماضي فقط كشف وزير الدفاع يعلون النقاب عن ان لاستئناف المسيرة السلمية وبالاساس تحرير السجناء سياقا أوسع وقال ان "الكثير جدا من الاعتبارات الاستراتيجية التي قد تنكشف في المستقبل كانت في قبل الموضوع".

          وقبل نحو سنة ايضا عندما انطلقت اصوات للهجوم في ايران وصل الجنرال دامبسي لتبريد الحماسة الاسرائيلية وصرح بان الهجوم سيعرض اسرائيل للخطر. التخوف الامريكي هو أن يكون يعلون بات واثقا في كرسيه كوزير للدفاع وبعد سلسلة أعمال ناجحة في سوريا نسبت لاسرائيل فان اصحاب القرار في اسرائيل مع ثقة كبيرة في النفس ومقتنعون بان الرد الايراني، اذا ما جاء، فسيكون ضعيفا نسبيا مقارنة بالماضي بسبب ضعف سوريا وحزب الله في أعقاب الحرب الاهلية.

الاستيطان – هآرتس – من باراك رابيد:

 الحكومة تدرج مستوطنات منعزلة في خريطة مناطق الاولوية الوطنية../

تقر الحكومة اليوم خريطة البلدات التي ستندرج في مناطق الاولوية الوطنية وتحظى بالامتيازات الحكومية في مجالات السكن، البنى التحتية، التعليم، الثقافة والامن. وستجد التغييرات في التركية الائتلافية تعبيرها في الخريطة الجديدة، حين ستدخل نحو 15 بلدة متماثلة مع جمهور المستوطنين وحزب البيت اليهودي الى القائمة الجديدة – وتشطب منها بلدتان متماثلة مع الجمهور الاصولي.

وكانت قائمة مناطق الاولوية الوطنية قررتها الحكومة في العام 2009 وتم توسيعها في 2012 بحيث تتضمن امتيازات في مجال السكن ايضا. وتضم القائمة بلدات على الحدود الشمالية، بلدات تطوير وبلدات غلاف غزة، ولكن مستوطنات كثيرة ايضا. وتدعي الحكومة بان المبرر لادخال المستوطنات الى القائمة هو امني ولا يرتبط بسياسة التوسع الاستيطاني.

وستضاف الى القائمة الجديدة عشرين بلدة جديدة. نحو نصف البلدات التي ستضاف هي مستوطنات، بعضها يوجد حتى خارج الكتل الاستيطانية الكبرى. وهكذا مثلا ستضاف مستوطنتا اشكولوت ونجوهوت في جنوب جبل الخليل. ومستوطنات اخرى في القائمة هي رحاليم، سنسانا وبروخين التي حتى قبل بضعة اشهر اعتبرت كبؤر استيطانية غير قانونية ولكنها قبل الانتخابات الاخيرة قامت الحكومة بتسويغها. كما ظهرت في القائمة نوفيم، جيفع بنيامين، معاليه مخماش والون موريه.

وبالتوازي، ادخلت الى القائمة سلسلة بلدات يسكن فيها مخلو خطة فك الارتباط ممن كانوا يسكنون في الماضي في مستوطنات قطاع غزة. وهذه هي بئير غانيم، بنيه دكاليم، غانيه طال، نيتسر حزاني ونتسانا.

وكل هذه البلدات تستجيب للمعايير التي تقررت في الحكومة بالنسبة لقربها من الحدود او لكونها تحت تهديد امني.

اضافة الى ذلك فان هذه البلدات تتماثل مع الجمهو الديني – الوطني الذي صوت في معظمه الى حزب البيت اليهودي. بلدات اخرى ستدخل الى القائمة الجديدة هي كيبوتس الوموت في غور الاردن، البلدة الاهلية الون هجاليل، القرية الزراعية الدينية – العلمانية اميتسيا في قاطع لخيش، بلدة كديتا في الجليل الاعلى، شلفا في صحراء النقب ومتسبيه ايلان.

واخرجت من القائمة أربع بلدات كانت فيها في السنوات الاخيرة اثنتان منها متماثلتان مع الاحزاب الاصولية، المستوطنة الاصولية بيتار عيليت، حيث يسكن نحو 40 الف نسمة، الذين في معظمهم يصوتون ليهدوت هتوراة وشاس. كما اخرجت من القائمة بلدة حريش في وادي عارة التي كانت مشروعا شخصيا لوزير الاسكان السابق ارئيل اتياس، الذي خطط لان يقيم هناك مدينة اصولية. كما اخرجت من القائمة مستوطنتان اخريان هما افرات وكيدار.

------------------------------------------------------

 

  

 المصدر السياسي

قسم الافتتاحيات                                    الأحد 4/8/2013

ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367

هآرتس – افتتاحية - 4/8/2013

لنحافظ على الردع

بقلم: أسرة التحرير

          اللجنة الاستشارية لتعيين كبار الموظفين في الخدمة الحكومية، المعروفة باسم "لجنة تيركل" على اسم رئيسها في السنوات السبعة الاخيرة، لم تتمكن من الانعقاد كي تبحث في تعيين البروفيسور ليو ليدرمان محافظا لبنك اسرائيل؛ فقد سارع ليدرمان الى التخلي عن المنصب، واسبابه معه.

          فضلا عن الحرج الواضح، نتيجة محافظين مرشحين، يعقوب فرانكل وليدرمان، اللذين تخليا في غضون اقل من اسبوع عن فرصة التعيين في المنصب الذي لا يعلوه منصب في العالم المهني للاقتصاديين، من المهم الاشارة ايجابا الى الشكل الذي تجسد فيه آلية مثل لجنة تيركل – حتى لو لم تكن طولبت بذلك عمليا – مطهرا عاما ناجعا في كل ما يتعلق بالمعايير الاخلاقية والقدوة الشخصية حين يدور الحديث عن أصحاب مناصب عليا. يخيل أن هذا ما قصدته محكمة العدل العليا حين تصدت لمسألة توسيع مهام اللجنة: "الرقابة الادارية كفيلة بان تكون أوسع من الرقابة القضائية، التي تركز حسب طبيعتها، على الفحص اذا كان وقع في القرار خلل قانوني".

          ان ضرورة لجنة تيركل ليست موضع شك: فمنذ نهاية 2010 وحتى ربيع 2011 كل اصحاب المناصب التي ضمن مسؤوليتها (رئيس أركان مرتين، رؤساء موساد وشاباك، مفتش عام الشرطة، مأمور السجون ونائب محافظ بنك اسرائيل) وصلوا بدورهم الى تقديم الحساب لها. اذا  نجح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية يئير لبيد في أن يحلا في غضون ايام التناقض الذي بين الحاجة لتعيين سريع للمحافظ وبين الحاجة الى فحص جذري، ستدرس لجنة تيركل الترشيح الثالث لمنصب محافظ اسرائيل. اما اذا تلبثا، فستفعل ذلك خليفة لجنة تيركل. وذلك لانه بعد اسبوعين ونصف، في 22 آب، ستكف اللجنة عن الوجود في صورتها الحالية. فرئيس اللجنة، القاضي المتقاعد يعقوب تيركل، ملزم بالاعتزال في نهاية ولايتين له، وسيحل محله قاضي عليا آخر متقاعد. عضوان آخران، هما الوزير المتقاعد موشيه نسيم والنائبة السابقة غيلا فينكلشتاين وان كانا يحق لهما ثلاث سنوات اخرى، ولكن لا ضمان في أن ينتخبا مرة اخرى الى اللجنة. العضو الاخر هو مأمور شؤون الموظفين في الدولة.

          وكي تكون اللجنة الجديدة ناجعة، مطلوب اناس نشطاء، عديمو الصلة السياسية ومع التزام للدولة وليس للحكومة. ولما كان اعضاء اللجنة يعينون بقرار من الحكومة، محظور ان تؤثر اعتبارات سياسية على التركيبة الجديدة وكنتيجة لذلك على قوة ردعها.

----------------------------------------------------------  

يديعوت - مقال افتتاحي - 4/8/2013

الفشل الامريكي

بقلم: سمدار بيري

       (المضمون: تُبين الأحداث في مصر أن الامريكيين ما زالوا عاجزين عن فهم ما يجري في الشرق الاوسط عامة وفي مصر خاصة - المصدر).

          كان لوزير الخارجية الامريكي جون كيري زلة لسان بائسة: فقد اختار المكان الاسوأ، وهو باكستان، وزمانا لا يقل سوءً، قبل ان يترك الامريكيون باكستان لمصير عنيف، كي يعلن أنه لم يحدث في مصر انقلاب عسكري. أحقا؟ ليس عجبا أن كيري يُغمض عينيه بقوة ويزور الحقائق لأنه اذا زعم خلاف ذلك فلن يُجيز مجلس النواب المساعدة السنوية وهي 1.5 مليار دولار، التي تحتاجها مصر كالتنفس للهواء.

          على حسب أفضل ما عند كيري من حكم (وهذا هو التعبير الذي اختاره)، رد الجيش المصري فقط على مطالب المتظاهرين وجند نفسه لاعادة الديمقراطية. لا جدل في أن الاخوان المسلمين وفي مقدمتهم مرسي، فشلوا فشلا كبيرا. لكن متى كانت في مصر ديمقراطية يا سيد كيري؟ إن مرسي خاصة الذي عزله الجيش كان يجلس في القصر بانتخابات ديمقراطية. فاذا كانت الادارة في واشنطن تشتاق الى ديمقراطية مبارك فلماذا حثثتم على عزله؟.

          من المثير أن يتبين لنا ان جاذبي الخيوط ما عادوا يضغطون باسم الديمقراطية للافراج عن مرسي. وسيكون مصيره مشابها لمصير مبارك، فقد أصبح المدعي العام يُعد لوائح اتهام، وسيحاكم على استغلال مكانته استغلالا سيئا وعلى الاضرار بمصالح مصر القومية، وعلى أشد من ذلك وهو التآمر مع جهات معادية (حماس) والمساعدة على الاضرار بالأمن. ولا يمكن الاستمرار في احتجاز مرسي في الموقع السري دون محاكمته.

          إن الشيء الواضح هو ان الامريكيين الذين طوروا النظرية الهاذية وهي ان الاخوان في مصر سيغيرون اتجاههم ويجعلون الحركات الاسلامية معتدلة، برهنوا مرة اخرى على أنهم يستحقون صفرا كبيرا مربعا في فهم العالم العربي.

          يُريحنا نحن بالطبع نظام علماني سليم في مصر. إن القاضي عدلي منصور الرئيس المؤقت، ورئيس الوزراء البدلاوي ووزير الخارجية الجديد فهمي يوحون بنوايا تصريف سياسة طبيعية بشرط أن يدعوهم يعملون. لكن الجنرال السيسي يجذب جميع الخيوط من وراء الستار، فهو يُصرف في الوقت نفسه الجيش وامبراطوريته الاقتصادية الضخمة والحياة اليومية لتسعين مليون مواطن مصري.

          ومن وراء الستار نفسه يتحول ذلك الانقلاب في مصر قبل كل شيء الى انتصار للأسرة المالكية السعودية. فاذا كان مرسي والاخوان قد لعبا بورقة ايران وحماس فان السعودية تُجند نفسها لتقوية المعسكر المعتدل. وقد التزمت الأسرة المالكة بهبة بمليارات لاعادة بناء الاقتصاد – لا الديمقراطية – المصري.

          من الصدف ان الملك عبد الله الاردني، وهو عضو نشيط في المعسكر المعتدل في العالم العربي، كان أول من أسرع الى القاهرة، وليس من الصدف أن أبو مازن هبط عند رؤساء الحكم الجديد بعده فورا، فهما يعرفان كيف يقرآن الخريطة. وفي برنامج العمل الآن تفاوض اسرائيلي فلسطيني، وللملك وللرئيس أجندة واضحة تُبين من هم اللاعبون الذين يجب تقويتهم ومن هم الأشرار الذين يجب ركلهم.

          وفي نهاية الاسبوع الماضي وليس ذلك صدفة حضر حاكم إمارة قطر الجديد، وهي المؤيدة التقليدية لحماس، الى بلاط الملك السعودي. وقد جاء ليوحي ايضا بأن قطر بدأت تُقوّم المعوج.

          إن علاقاتنا بمصر الجديدة لا يتوقع على العموم أن تتغير، فالتعاون الاستراتيجي بين الاجهزة سيبقى وثيقا وذلك في الأساس حينما يعلن الفريق أول السيسي حربا في سيناء ويستعد لاغلاق أنفاق تهريب السلاح في غزة. وينجم هنا وهناك أساطير بطولة عن اعتقال جواسيس وعملاء للموساد في مصر، لكن الشارع المصري لم يعد يشتري بضاعة مستعملة.

          إنهم مشغولون الآن بقرار تحرير آن بترسون، السفيرة الامريكية في القاهرة. ولا يوجد خطأ تجاوزته في ادارة السياسة الامريكية في مصر، فهي التي أوصت بالاشخاص غير الصحيحين وأصرت على اجراء حوار موهم مع قادة الحركة الاسلامية. وتقول الأنباء المسربة إن الامريكيين ما زالوا لم يستخلصوا الاستنتاجات وستحظى بترسون خاصة برفع مكانتها. وفي مقابل هذا يوصي الخبراء في القاهرة كل من يحاول أن يفهم مصر الجديدة أن يحصر عنايته في شخصية الجنرال السيسي التي يتم تحديثها.

------------------

 

 المصدر السياسي

قسم التقارير والمقالات                               الأحد 4/8/2013

ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367

هآرتس - مقال - 4/8/2013

الجمهور مثل تيركل

بقلم: أمير اورن

       (المضمون: إن لجنة تيركل المسؤولة عن تعيين اصحاب مناصب رفيعة في السياسة العامة الاسرائيلية تُظهر تأثير الجمهور الاسرائيلي مكونا من الافراد الذين يتجرأون على تحقيق حقوقهم والصحافة النشيطة في اختيار أصحاب هذه المناصب - المصدر).

          يستطيع يعقوب فرانكل وليو ليدرمان أن يُنتخبا للكنيست القادمة في قائمة "يوجد مستقبل" اذا كان ما زال يوجد مستقبل لهذا الحزب آنذاك. ولن يعوقهما هونغ كونغ و"دويتشه بانك" اذا أرادا ثقة الجمهور لأن هذه الثقة بحسب الطريقة الاسرائيلية ثقة بالجملة لا بالمفرق، فهم يشترون الرزمة كلها. وتكفي هزة رأس من زعيم لا اعتراض عليه ولا يفكر ايضا كما يبدو من اجل مسح انسان ولا يهم أهو من الحي أم من النبلاء ليصبح مُشرعاً.

          إن النظير العلماني لعوفاديا يوسف وهو يئير لبيد يقود مجموعة من الدمى؛ فهم في الحقيقة كالعبارة التي يحبها، إخوته العبيد وأخواته الإماء ايضا، ولا يتجرأ أحد على أن يعصيه أو يُسمع انتقادا لاجراءاته غير المحكمة. والخارج عن الصف يُعاقب بتأديب من جديد ويُهدَّد بالابعاد عن القائمة في الانتخابات التالية مثل حاييم أمسلم في شاس لأنه لا بقاء لهم بغيره. فهذا ليس حزبا بل هو نزوة.

          لكن اذا كان لبيد قادرا على ان يؤلف قائمته الحزبية كما يشاء وعلى ان يختار منها للحكومة يعقوب بيري الذي تلقى في حينه من مراقب الدولة تنبيهات شديدة الى صدقيته في عمله الرسمي الرفيع فلماذا لم ينجح في ان يُعين يعقوب فرانكل الثاني محافظا لبنك اسرائيل وهو الذي تلقى في حينه من مراقب الدولة تنبيهات شديدة الى سلوكه في عمله الرسمي؟ ما الفرق بين بيري من "الشباك" وفرانكل من البنك؟ مهما يبدو الجواب عجيبا فهو أنه يوجد للجمهور في اسرائيل اليوم تأثير أكبر في التعيينات من تأثيره في الانتخابات. فالمصوتون عاجزون تقريبا حينما يكون الحديث عن تشكيل الحكومة؛ فرؤساء الكتل الحزبية ينشئون أحلافا لم يتوقعها الناخبون في كوابيسهم ويشغلون المناصب كما يشاؤون.

          وليست الحال كذلك في التعيينات. إن تعيين الجنرالات في الحقيقة يتم الاتفاق عليه بين واحد من اعضاء الحكومة (وزير الدفاع) وواحد عينته الحكومة – الحالية أو التي قبلها – وهو رئيس هيئة الاركان، ويتم تعيين السفراء بهمهمة عامة في دقيقتين متبلتين بالفكاهة في الأكثر. في محاكمة افيغدور ليبرمان على التعيين المرفوض لزئيف بن أريه سفيرا في ريغا عُرض محضر مشاورات الوزراء التي سبقت التصويت. "نتنياهو: بوعز مودعي، الى دبلين، أهو إبن اسحق مودعي؟ ليبرمان: أجل. اهود باراك: دان بن اليعيزر، الى رومانيا، أهو إبن فؤاد؟" (لا ينبغي الاشتباه في باراك الذي يتقاسم مع بنيامين بن اليعيزر يوم الميلاد وعشرات سنوات الدسائس، والذي سأل في طيبة قلب اذا كانت الكلمات "اهود باراك" و"طيبة القلب" يمكن ان تجتمع معا).

          بيد أنه منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي أُشذ سبعة – قادة الجيش والشرطة و"الشباك" والموساد والسجون ومحافظ بنك اسرائيل ونائبه. فهؤلاء يدخلون مكاتبهم من الباب الذي يسمى "لجنة تيركل"، فقط. وفي الأصل قاد هذا المنتخب منصب المستشار القانوني للحكومة لكنه حُول الى نوع آخر من التصنيف تمهيدا لتوصية للحكومة – لجنة تعرّف. وكذلك ايضا المدعي العام للدولة. وفي لجان التعرف يوجد للساسة قدرة على عرض تفضيلاتهم لا على إملائها.

          تدل أحداث الشهر الاخير على الأهمية الحقيقية للجنة تيركل. إن الساسة انشأوها مجبرين ولهذا تأكدوا من ان تكون ضعيفة. والغاية منها في نظرهم ان توقع لا أن تصم. وقد شغلوها الى جانب الرئيس الذي هو متقاعد من المحكمة العليا بمتقاعد من السياسة وبرئيس ديوان الاعمال وهو موظف مطيع لرئيس الوزراء. وتحولت بصورة أدهشت الوزراء واعضاء اللجنة معا الى عنوان للشكاوى والدعاوى والمساءلات التي يجب استيضاحها قبل التعيين، لأن الاستهانة بها قد تحرج الجميع في المحكمة العليا – الحكومة والمستشار القانوني ولجنة تيركل.

          إن قضيتي فرانكل وليدرمان هما لذلك فشل كبير للحكومة ونجاح للديمقراطية في عملها: فالجمهور باعتباره تأليفا بين أفراد يتجرأون على تحقيق حقوقهم وصحافة مراقبة – مشاركة، يكسر احتكار الطائفة السياسية لتعيينات لمناصب مصيرية.

-----------------------------------------------------

 

 

 

 

هآرتس - مقال - 4/8/2013

جيش دفاع لميزانية الأمن

بقلم: رؤوبين بدهتسور

          (المضمون: خداع الجيش الاسرائيلي لوزارة المالية والوزراء بعرض ميزانية غير صحيحة تكون أقل مما هي عليه في واقع الامر - المصدر).

          في كل يوم يُكشف عن جزء من طائفة التضليل والوقاحة لجهاز الأمن. في الاسبوع الماضي كشف تسفي زرحايا عن التحليل الذي قام به مركز المعلومات والبحث في الكنيست عن التغييرات التي تتم كل سنة في ميزانية الدولة بعد ان أُجيزت في الكنيست ("ذي ماركر"، 28/7). ولا تدل المعلومات التي تتناول ميزانية الأمن فقط على التشويه في طريقة عرض الجيش للمعطيات على مقرري السياسات في الحكومة والكنيست، بل على تسليم اعضاء الكنيست ايضا باستخفاف جهاز الامن بقراراتهم. زيدت ميزانية الامن بـ 34 مليار شيكل في السنوات الاربع الاخيرة قياسا بالميزانية التي أُجيزت في الكنيست، أي بمعدل ثماني مليارات ونصف مليار شيكل كل سنة. وتُبين المعطيات التي عرضها مركز البحث والمعلومات أن ميزانية الامن زادت في 2011 بـ 8.7 مليار شيكل وفي 2012 بـ 9 مليارات.

          ولم يعترض أحد من اعضاء اللجنة المالية ومن مُجيزي الزيادات قط على الطلبات ولم يحاول ان يستوضح الى أين توجه الاموال. وفي مقابل ذلك حينما يعرض رئيس هيئة الاركان وجنرالاته قُبيل الموافقة على الميزانية منحنى تطور ميزانية الامن، يتجاهلون ببساطة هذه الزيادات الكبيرة. وتكون النتيجة أن يتناول النقاش غير الجدي أصلا أطر ميزانية الأمن في سنوات سابقة ليست بينها وبين الواقع أية صلة.

          على سبيل المثال حينما بحثوا في ميزانية 2012 تناولوا الميزانية الأمنية لـ 2011 التي صوتت الكنيست عليها والتي بلغت 54 مليار شيكل في حين كانت تزيد على 62.5 مليار شيكل. وكانت ميزانية 2012 التي استقر رأي الكنيست عليها 56 مليارا لكنها بلغت في واقع الامر في خلال السنة الى أكثر من 65 مليارا. وليس هذا هو الضليل كله. ففي كل سنة زادت الميزانية الامنية بحصة كبيرة اخرى في اطار ما يسمى "تخويل التزام" سيبلغ في السنتين القريبتين الى 32 مليار شيكل كل سنة. إن تخويل الالتزام يُستعمل وسيلة ادارية للرقابة على اتصالات طويلة الأمد بالصناعات الامنية ومزودات اخرى لجهاز الامن في البلاد وفي الخارج.

          مع الاشكال الذي يصاحب هذه الزيادة كتب مراقب الدولة في آب 2005 ان "العيوب الجوهرية في ادارة وزارة المالية لتخويل الالتزام مكّنت جهاز الامن من انشاء التزامات بلا قيد فعال وبلا رقابة مناسبة: وإن عدم الرقابة على مقدار الاتصالات المتعددة السنوات لجهاز الامن قد يفضي الى انشاء التزامات زائدة والى كبر ميزانية الامن في السنين التالية".

          واذا لم يكن ذلك كافيا فان الجيش الاسرائيلي يتمتع ايضا بايرادات من بيع أملاك ومعدات ومنظومات قتالية تخرج من الخدمة (وتسمى هذه المادة في الميزانية "نفقة مشروطة بالدخل"). وفي 2013 و2014 قُدرت هذه الايرادات بنحو من 6 مليارات شيكل و7 مليارات شيكل على الترتيب.

          يُبين كل ذلك أن النقاش الذي يتم كل سنة في الحكومة والكنيست في ميزانية الامن معوج من أساسه وأن الحديث عن "تقليص قاس" للميزانية إيهام تشارك فيه وزارة المالية والمنتخبون وضباط الجيش.

          وتُفصح وقاحة الجيش عن نفسها لا بعرض المعطيات المعوجة فقط بل برفض كبار قادته البحث في زيادة الجدوى والتوفير الحقيقيين بزعم ان الجيش الاسرائيلي قد قلص الى حد المس الحقيقي بالأمن. ويرفضون في الجيش الاسرائيلي كل امكان للبحث في مرتبات التقاعد الفاضحة وشروط الخدمة المبالغ فيها وسن التقاعد المبكرة. ومعاذ الله ان يتم المس بمخصص استجمام الضباط (100 مليون شيكل) ولا بنقاط الرياضة بيقين (900 شيكل كل سنة لكل عامل في الخدمة الدائمة).

------------------------------------------------------

 

 

معاريف - مقال - 4/8/2013

الحرب التي قبل حرب لبنان الثالثة

بقلم: أحيكام موشيه دافيد

       (المضمون: في اسرائيل يستعدون لحرب لبنان الثالثة رغم المشاكل التي يعيشها حزب الله في لبنان وسوريا الا انه يشكل التهديد الاكبر على اسرائيل بفضل تعاظم قواه - المصدر).

       بعد سبع سنوات من حرب لبنان الثانية في اسرائيل راضون من الهدوء على الحدود ومن ازدهار البلدات في المنطقة، ولكنهم يستعدون ايضا الى نشوب الشرارة التي تشعل المنطقة في مواجهة اخرى. نصرالله، الذي يعلق رجاله في الوحل السوري، لا يزال يختبىء في خندقه، ولكن واضح أن في كل لحظة قد تكون فوهات وسائل اطلاقه موجهة الى اسرائيل لتطلق الصواريخ التي توجد لدى حزب الله بوفرة.

          في رسالة الكترونية بعث بها مؤخرا قائد كتيبة احتياط الى كتيبته التي وصلت الى التدريب المضني كتب يقول: "سنتدرب على الوصف اللبناني، ولا احتاج لان اذكركم كم يمكن أن يكون هاما هذا التدريب قبيل الصيف لنستخدم ما تعلمناه". والمعنى واضح: صحيح أنه يوجد هدوء الان، ولكن واضح للطرفين بان حرب لبنان الثالثة تقترب.

          في الذكرى السابعة للحرب، يوم الاربعاء الماضي في هار أدير نظر الاهالي الثثكلى الى القرى والبلدات خلف الحدود ولم يجدوا صعوبة في ملاحظة بعض المنازل التي سقط فيها اعزاؤهم. وفي عين اكثر تجربة كان يمكن ايضا ملاحظة ما حصل من تغيير في المشهد. في الطرف الاسرائيلي كل شيء  اخضر كالمعتاد، وفي الطرف اللبناني اللون مختلف. بعد الحرب نفذ الجيش الاسرائيلي في الجانب اللبناني كشفا للارض واقتلعت محميات طبيعية عديدة استخدمها مقاتلو حزب الله. والان يمكن رؤية المزيد من الخضرة في الطرف اللبناني ايضا، حيث يغرس حزب الله الاشجار التي ستصبح مكان اختفاء مع حلول الوقت.

          لا حصانة من الاصابة

          الحرب القادمة ستبدو مختلفة تماما، في الطرفين. في الجيش الاسرائيلي يقدرون بانها ستكون وحشية وفتاكة ولا سيما في الطرف اللبناني. كمية اهداف الجيش الاسرائيلي في لبنان ارتفع بمئات في المائة، ولكن حزب الله ايضا تعاظم وفي ضوء الازمات في دول المنطقة اصبحت المنظمة العدو الاكبر لاسرائيل في الشرق الاوسط، ذراع من تهدد بابادتها – ايران.

          واضح ان عدد الصواريخ التي ستطلق من لبنان ستصل الى الالاف. منظومات "القبة الحديدية" وان كانت ستعترض بعضها الا انها لا يمكنها ان تحمي اسرائيل على مدى الزمن. يدور الحديث عن كمية لم يسبق للجبهة الداخلية ان واجهتها من قبل. وستهدد الصواريخ مركز البلاد ايضا. وهذا هو السبب في أنه فضلا عن الضغط السياسي الذي يمارس على اسرائيل، فان الخطط الاحتياط لدى الجيش الاسرائيلي فتاكة على نحو خاص وستؤلم حزب الله ولبنان اكثر مما في حرب لبنان الثانية. في الجيش الاسرائيلي يقدرون بان الحرب ستكون قصيرة ومكثفة اكثر بكثير، وستتضمن ضربات فتاكة من الجو ومناورة برية حادة، سريعة ووحشية على نحو خاص. في الحرب القادمة، يقولون في الجيش الاسرائيلي، لن يكون شيء محصنا من الاصابة. قبل نحو سنة اطلق تحذير الى سكان جنوب لبنان حول ما ينتظرهم اذا ما واصل حزب الله استخدامهم لاستفزاز اسرائيل.

          الهدف: "سلاح يوم الدين"

          حزب الله معني في هذه اللحظة في الحفاظ على الاستقرار ولهذا فانه لن يسارع الى العمل ضد اسرائيل. وهو سيواصل اطلاق الطائرات غير المأهولة، مثلما فعل في السنة الماضية، ويحاول انتاج عمليات في الخارج مثلما فعل في بورغاس قبل سنة، وجمع معلومات استخبارية لعمليات داخل اسرائيل ايضا. والمنظمة ملزمة بان تحافظ على مكانتها كمتصدرة للمقاومة، ولهذا فانها ستواصل انتاج الارهاب ضد اسرائيل دون أن تأخذ مسؤولية مباشرة عن ذلك.

          القوة التي لدى المنظمة هائلة. الاف الصواريخ ضد الدبابات، الراجمات، المدافع وعشرات الاف الصواريخ الى مسافات مختلفة. ولكن الهدف الاساس يبقى الحصول على "سلاح يوم الدين": ذخيرة محطمة للتعادل، استراتيجية، في شكل صواريخ شاطيء – بحر من طراز "ياخونت" – صواريخ الدفاع الجوي المتطورة والصواريخ للمدى الابعد وبالطبع السلاح الكيميائي. كل هذه موجودة في سوريا، وحزب الله يواصل محاولة نقلها الى تصرفه. واعلنت اسرائيل بانها لن تسمح بذلك، وحسب منشورات اجنبية نفذت عدة هجمات في الاراضي السورية ضد السلاح المخصص لحزب الله.

          في الجيش الاسرائيلي يسمون الحرب الجارية تحت السطح بانها "المعركة بين الحربين". في اسرائيل يحرصون على تنفيذ السيادة حتى "الخط الازرق" وتنفيذ أعمال تبعد حزب الله عن الحدود الى داخل لبنان. ويعمل الجيش الاسرائيلي في الجيوب على الحدود بكثافة ويستخدم الاستخبارات المتطورة لتنظيم الاعمال في الميدان.

          السنة ضد الشيعة

          الى كل هذا تدخل الحرب في سوريا. حزب الله وايران لا يعتزمان السماح للاسد بالسقوط، ولهذا الغرض ارسل مقاتلو المنظمة لمساعدة الاسد، الامر الذي أضعف قواتها لان الكثير من رجالها قتلوا في سوريا. وتوجد المنظمة الشيعية اليوم في الدرك الاسفل. صورة "جيش الدفاع اللبناني" التي حرص نصرالله على تطويرها، تفجرت. فصور الاف المقاتلين العاملين في سوريا صنفتهم كمرتزقة يعملون في خدمة السوريين والايرانيين. محافل سنية في لبنان تضرب منذ الان الاماكن الحساسة للمنظمة. قواعدها وقراها اصبحت اهدافا للثوار. مواجهات في لبنان بين الشيعة مؤيدي الاسد والسنة معارضيه اصبحت امرا عاديا في طرابلس، في بعلبك وفي صيدا، وحتى في الضاحية في بيروت، معقل حزب الله، حيث سقطت الصواريخ ووقع العمليات. واذا كان كل هذا غير كاف، فان 28 دولة في الاتحاد الاوروبي اعلنت عن الذراع العسكري لحزب الله كمنظمة ارهابية ودول مجلس الخليج الستة نشرت بيانا يقول انه من ناحيتها لا فرق بين القيادة السياسية والعسكرية وان "حزب الله هو منظمة ارهابية" وفرضت عليه عقوبات اقتصادية.

          لقد اجاد في وصف الوضع في الشمال قائد المنطقة يئير غولان إذ قال ان "كل شيء مشابه ولكنه مختلف. حزب الله اكثر تسلحا، اكثر تدربا واكثر حذرا. فهو يلقى التحدي الداخلي، يقاتل داخل سوريا، يواصل كونه مدماكا مركزيا في محور الشر، ويواصل رؤيته لاسرائيل كشيطان يجب القضاء عليه. سوريا التي كانت سنده، مشغولة بدمار ذاتي، فتاك ووحشي استخدمت فيه كل انواع السلاح التي كانت في الماضي موجهة ضدها، والان تستخدم لقتل السوريين. ايران هي الاخرى هنا، حاضرة ومتآمرة اكثر من اي وقت مضى، وتماما على حدودنا. في لبنان تبني قوة بمستوى تدخل غير مسبوق. في سوريا توجد في كل شيء – توصي، تسلح، توجه وتؤثر".

          وماذا سيحصل في الحرب التالية؟ الانتقاد الذي تعرض له الجيش الاسرائيلي والقيادة السياسية بعد الحرب السابقة، والذي أدى الى استقالة وزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الاركان دان حلوتس، كان قاسيا جدا. في ضوء الهدوء السائد حتى اليوم، يحتمل أن يكون هذا الانتقاد مبالغا فيه. فمخازن الطوارىء والتدريبات وان كانت تحسنت منذئذ بلا قياس، الا انه يمكن أن نرى شقوقا في الاستعدادات للمعركة التالية، ولا سيما في استعداد الاحتياط، الذي يعاني من التقليصات في التدريب بسبب اضطرارات الميزانية.

          ورغم ذلك، فقد وعد غولان الاهالي الثكلى بان الدروس قد استخلصت. وقال ان "قيادة المنطقة الشمالية قوية، مدربة وخبيرة. وقد تم تكييف التدريبات، وملء المخازن وتحديث الخطط. آمل أن نتمكن من مواصلة مهامة التحسن والتطور، وان نواصل التعاظم والردع ونضمن ان تشكل الدروس التي تحققت بالدم خطا توجيهيا ومقياسا لبناء القوة واستخدامها.

------------------------------------------------------

 

 

 

يديعوت - مقال - 4/8/2013

سبع ملاحظات هامشية

عن السلام بلا هوامش

بقلم: ايتان هابر

       (المضمون: صحيح حتى اليوم ان نتنياهو سيسير نحو شيء ما مؤقت، انتقالي، غير نهائي. ولكن حتى هذا الشيء المؤقت، الانتقالي، غير النهائي، يمكن أن يكون جد أليم لمحبي بلاد اسرائي الكاملة - المصدر).

1. تسيبي لفني: كفت منذ الان عن احصاء اعدائها الذين يتمنون فشلها الشخصي والسياسي. فقد وضعت كل أوراقها على جوكر واحد ووحيد. اذا نجحت، والاحتمالات ليست كبيرة، فسيحاولون سرقة الحظوة منها وسيفعلون كل شيء كي يمنعوا نجاحها في الانتخابات التالية. تلميذة ممتازة، درست المادة، عنيدة كبيرة. حسب التعليم من البيت  هي قريبة، والعياذ بالله، من زئيف الكين واوفير اكونيس. وحسب ارائها، من أعلى كرسيها كوزيرة العدل او الخارجية، باتت في محيط زهافا غلئون. تخميننا: لن يسمحوا لها بالنجاح.

2. كل شيء في الخارج: لفني أعلنت اول أمس بان المحادثات مع الفلسطينيين ستتواصل في 14 من هذا الشهر. معنى الامر أنه في 14 آب مساء او في 15 آب في اقصى الاحوال، كل شيء سينشر. فهي ستبلغ بيبي؟ وبيبي سيروي ليعقوب عميدرور؟ يوفال شتاينتس سيبكو لنتنياهو بانه يقزم مكانته؟ يئير لبيد سيقول له: لي، لشريكك الاكبر، لا تروي؟ افيغدور ليبرمان سيقول شيئا مثل "انظر لي في العينين"؟

واحد، يوحاي شكيد، نشر مؤخرا مقالا مشوقا عن مفاجأة حرب يوم الغفران من الطرف المصري. وعلى حد قوله، حتى اللحظة الاخيرة تقريبا لم يعرف عن الموعد الدقيق للحرب سوى أربعة اشخاص. افلا ينبغي ربما ان نتعلم شيئا منهم؟ التجربة تفيد بان السرية كانت اسم اللعبة في الاتفاق مع مصر، في الاتفاق مع الاردن، وفي اتفاق اوسلو. لا يمكن ادارة مفاوضات عبر وسائل الاعلام.

3. الامريكي (1): الخطوات الاولى لاتفاقات السلام مع مصر والاردن واتفاق المبادىء مع م.ت.ف تمت بدون وساطة الامريكيين. وقد غضبوا جدا. هذه المرة هم يوجدون في "غرفة المفاوضات". والمعنى هو أنهم "يأخذون مسؤولية"، يشاركون، ولن يحبوا الفشل. الوضع الحالي مسجل على اسمهم في الطابو. المعنى الاخر هو أنهم سيضغطون على الطرفين وسيعملون الكثير من خلف الكواليس. كيف؟ يمكن أن نسأل كيف ترفض 21 دولة فجأة الان السماح بالمرور في اراضيها للسيد سناودن الذي يعتبر خائنا في نظر الحكم في واشنطن؟ حسب ما يبدو اليوم، فان حتى شهادة وفاته ستوقع في موسكو.

4. الامريكي (2): نحن لا نحب الضحك على الامريكيين والهزء منهم، وزير الخارجية، جون كيري، لا يستثنى من ذلك. فهو طويل، ساذج، وتخميننا: المستوطنون في يهودا والسامرة سيشتاقون لاسلافه.

5. اينديك: العديد من الاسرائيليين يميلون لان يروا في المبعوث وفي الممثل الامريكي مارتين اينديك، واحدا منا: يهودي، محب لاسرائيل ويحرص جدا عليها، مرتين سفير في اسرائيل. ماذا تريدون منه؟ خطأ كبير: اينديك هو أولا وقبل كل شيء ممثل امريكا ويمثل مصالح امريكا.

6. نتنياهو: كل شيء منوط به وبقراراته. الكثيرون في القدس وفي واشنطن يتساءلون عن نواياه، وكل واحد يتبنى من اراء نتنياهو الحل المرغوب له. صحيح حتى اليوم انه سيسير نحو شيء ما مؤقت، انتقالي، غير نهائي. ولكن حتى هذا الشيء المؤقت، الانتقالي، غير النهائي، يمكن أن يكون جد أليم لمحبي بلاد اسرائيل الكاملة. يعطي الانطباع بانه اذا نجحت الخطوة الامريكية، فسيتعين على دولة اسرائيل أن تتنازل عن الكثير، حتى وان كان هذا في نظر الكثيرين الحد الادنى اللازم.

7. الخلاصة: الجميع يستخدمون في خطاباتهم كلمة أمل: الامريكيون، الاسرائيليون والفلسطينيون يأملون. الامريكيون هم من فرض على الاسرائيليين والفلسطينيين العودة الى المفاوضات والطرفان لا يريدان ان يتهما كمن تنازلا عن الفرصة للحل. قسم كبير من وقت الامريكيين سيكرسوه لبناء الثقة بين المتطرفين، بما في ذلك الثقة المتجددة بين واشنطن، رام الله والقدس. في هذه الاثناء نأمل خيرا ونصلي. فالصلاة لا تضر ابدا.

-----------------------------------------------------­

 

 

هآرتس - مقال - 4/8/2013

لم نكن ديمقراطية قط

بقلم: تسيفي ساعر

          (المضمون: لم توجد في اسرائيل ديمقراطية قط لأن دولة اسرائيل قامت منذ قامت على الاقصاء ونبذ الآخرين من غير اليهود - المصدر).

          يُسمع الكثير من الندب للديمقراطية في الايام الاخيرة بعقب سن قانون الحاكمية. وهناك سبب للندب لأن هذا في الحقيقة قانون سيء وخطير. لكن كي يموت شيء يجب ان يعيش قبل ذلك. فهل كانت ديمقراطية في اسرائيل قبل قانون الحاكمية؟ والجواب لا.

          لم تكن اسرائيل دولة ديمقراطية طول سنيها الـ 65: فمنذ كان انشاؤها الى 1966 جرى تطبيق الحكم العسكري على البلدات العربية في داخلها. ومنذ كان اختلال الضفة والقطاع في 1967 الى اليوم تحكم اسرائيل أكثر من مليون فلسطيني يعيشون فيهما – وهم سكان يقعون تحت الاحتلال يُسلبون الحريات والحقوق الأساسية.

          إن ما وجد هنا هو وهم ديمقراطية أو ديمقراطية لليهود فقط – وهذا التعبير تناقض يُبطل أصلا حقيقة التعريف. وهذا أحد الأوهام التي أُنشيء كثير منا نحن الاسرائيليين عليها. ليس من السهل ان نتبين الى أي حد تُشرب التربية والحياة هنا بالتحريف بحيث يُظهر حك طفيف للسطح أن ذلك ليس سوى غشاءٍ على واقع مختلف تماما. ويتبين ذلك لعدد منا في سن مبكرة ويتبين لآخرين بعد ذلك، وهناك من لا يتبين لهم ذلك أبدا بل ربما يفضلون عدم معرفة ذلك.

          بين الامثلة البارزة حكايات كاذبة مثل "استنبات القفر" أو مقولة "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" – وهذه مصطلحات أساسية في الصهيونية تعبر عن التصور الذي تجاهل سكان البلاد. وكذلك ايضا "عمل عبري": وهو طموح يهود استوطنوا البلاد الى العمل بأيديهم وألا يكونوا أسيادا لآخرين، ويُرى انه ايجابي الى ان ندرك انه كان مصحوبا باقصاء العرب من أبناء البلاد عن العمل. وهناك ظاهرة اخرى تُجل وهي احياء اللغة العبرية. وهذه في الحقيقة أعجوبة مباركة من جهة، لكنها من جهة اخرى تمت بابعاد لغات كثيرة اخرى وثقافات ايضا في عنف أكثر من مرة ايضا. ويبدو هذا أقل بهجة.

          وتوجد ايضا كليشيهات مثل "يدنا ممدودة للسلام"، كما اعتاد الساسة أن يقولوا في حين كانوا يشحذون السيوف. وكان ذلك باساليب شتى وكذلك الحال اليوم ايضا بمساعدة شعارات مثل "لا يوجد شريك". ولا ينبغي ان ننسى بالطبع "الجيش الأكثر اخلاقية في العالم". وهو نفس الجيش الذي احتجز للتحقيق في الآونة الاخيرة ولدا في الخامسة من عمره، والذي تنوي الدولة كي توفر عليه الوقت والموارد ان تُجلي 1300 فلسطيني عن بيوتهم في جنوب جبل الخليل.

          هذه أفكار مقلقة. فهل كل ما تربينا عليه أو أكثره على الأقل خطأ؟ وما معنى ذلك؟ أولا يضعضع سؤال هذه الاسئلة وجودنا هنا؟ اذا كان الوجود هنا يجب ان يكون قائما على قوة الذراع وعلى إبعاد الآخرين وعلى القومية والشوفينية والعسكرية فان الجواب نعم. لكن هل الامر كذلك حقا؟.

          كان في تاريخ الصهيونية ايضا خيارات تختلف عن خيار استعمال القوة البن غوريوني. فعلى سبيل المثال وكما بيّن ذلك في الآونة الاخيرة البروفيسوران تسفي بن دور وموشيه بهار في كتابهما "الفكر اليهودي الشرق اوسطي الحديث"، حذر مفكرون شرقيون في مطلع القرن الماضي من استكبار اوروبي على سكان البلاد ودعوا الى حوار محترِم معهم لكن كلامهم وقع على آذان صماء. واقترح "حلف السلام" الذي قال به هوغو بيرغمان وغرشوم شالوم في ثلاثينيات القرن الماضي طريقا آخر لكن عبثا.

          لم تكن الدولة التي نشأت هنا آخر الامر برغم ادعائها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط". ويبدو ان الشرط الاول لاصلاح حقيقي اذا كان ما زال ممكنا هو الاعتراف بأننا لم نفقد الديمقراطية الآن لأنها لم تسكن هنا قط.

------------------------------------------------------

 

 

 

 

اسرائيل اليوم - مقال -4/8/2013

ايران: الايهام بعهد جديد

بقلم: افرايم كام

       (المضمون: جعل روحاني هدفه الأعلى اسقاط العقوبات الاقتصادية عن ايران بواسطة تسوية في القضية الذرية. لكن الاشارات الايجابية التي يطلقها في هذه المرحلة تتعلق بالجو والاسلوب في الأساس لا بالجوهر - المصدر).

          تولى حسن روحاني اليوم منصبه رئيسا لايران بعد أن أثار انتخابه توقعات في ايران نفسها وفي الغرب. وتنبع الآمال المحلية من قرب روحاني من الحركة الاصلاحية في ايران ومن وعده بأن تكون احدى مهماته الرئيسة إزالة العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي، ومن الانطباع الذي أحدثه وهو أنه يرى مضاءلة تدخل النظام في حياة الفرد. ويوجد في الدول الغربية من يعتقدون ان روحاني سيقود توجها ايرانيا أكثر تنازلا ومرونة في القضية الذرية سيُمكن من حلها.

          لكن توجد علامات سؤال على السياسة التي سينتهجها روحاني حتى لو كانت نيته خيّرة ايضا. الواضح أن مقرر السياسة ومتخذ القرارات هو الزعيم الروحي علي خامنئي الذي يلتزم بتوجها متشددا لا هوادة فيه في القضية الذرية والعلاقات بالولايات المتحدة. ويشير روحاني الى علاقاته الطيبة بخامنئي حينما كان مستشار الامن القومي والمسؤول عن التفاوض في القضية الذرية في العقد الماضي. لكن انتخابه رئيسا فيه احتمال احتكاكات بخامنئي. يصل روحاني الرئاسة بعد ان تم انتخابه بتأييد شعبي جارف هذا الى أنه يعتبر مقربا من المعسكر الاصلاحي. وقد يرى خامنئي هذه المعطيات تهديدا. والى ذلك يوجد في النظام الايراني توتر دائم بين الزعيم الديني الذي يُعين طول حياته في واقع الامر حتى لو كان يمكن عزله، وبين الرئيس المنتخب المسؤول عن إعمال الحكومة لكن قراراته تتعلق بالزعيم الاعلى. وتنشيء هذه البنية احتمال احتكاكات وخصومات أفضى الى صعاب ملحوظة في علاقات خامنئي بالرؤساء الثلاثة الذين سبقوا روحاني.

          أية سياسة قد يحاول روحاني قيادتها؟ من المنطق ان نفترض ان يطمح في المجال الداخلي الى توسيع الحرية السياسية والشخصية والى الافراج عن السجناء الذين اعتقلوا لاسباب سياسية والى مضاءلة الفساد. وقد يلقى هذا التوجه تحفظا من القسم المتطرف في النظام. لكن يجب ان يكون واضحا لخامنئي ايضا أنه يوجد في ايران احتمال غليان وانفجار ولهذا قد يُمكن روحاني من حرية عمل ما. وسيحاول روحاني في السياسة الخارجية ان يحسن علاقات ايران بدول عربية كمصر والسعودية لكنه بيّن ان ايران ستستمر في دعم نظام الاسد وحزب الله. وقد يُلين شيئا ما تصريحاته المتعلقة باسرائيل: لكنه ما زال يدعوها "العدو الصهيوني" وتحدث عنها أنها تشبه جرحا يجب إزالته، لكن يجوز ان نفترض ان يكف عن الحديث عن القضاء عليها والاشتغال بانكار المحرقة، وسيكون بذلك مختلفا عن سلفه احمدي نجاد الذي زعم مؤخرا ان زعزعة اسطورة المحرقة كانت من أهم انجازاته إذ كان رئيسا.

          لكن سيكون امتحان روحاني الرئيس في مجالين – تحسين الوضع الاقتصادي والقضية الذرية. ويتصل هذان المجالان بعضهما ببعض لأن مفتاح تحسين الوضع الاقتصادي كامن في إزالة العقوبات. وقد جعل روحاني إزالة العقوبات هدفا رئيسا له بواسطة احراز تسوية في القضية الذرية. لكن الاشارات الايجابية التي يطلقها في هذه المرحلة تتعلق بالأساس بالجو وبالاسلوب لا بالجوهر. فهو يتحدث عن انشاء ثقة بين الأطراف وعن جُهد لاقناع الحكومات الغربية بأن ايران لا تسعى الى سلاح ذري. واقترحت ايران ايضا بواسطة العراق اجراء تفاوض مع الولايات المتحدة. لكن روحاني لا يتحدث عن تنازلات جوهرية بشأن تخصيب اليورانيوم ويؤكد حق ايران في الاستمرار في التخصيب.

          إن السؤال المهم كم من حرية العمل سيمنحها خامنئي لروحاني في ادارة الاتصالات بالحكومات الغربية. اكتسب روحاني لقب معتدل في الشأن الذري حينما وافق في 2003 على تعليق تخصيب اليورانيوم زمنا محدودا. لكن الوضع اليوم يختلف لأن البرنامج الذري تقدم جدا، وقد جمعت ايران مقدارا كبيرا من اليورانيوم المخصب، وقد أظهر خامنئي الى الآن على الدوام عدم استعداد لتنازلات كبيرة. من الممكن اذا أن يطلب خامنئي بسبب ضغط العقوبات استغلال صورة روحاني المعتدلة ويوافق على تنازلات ما – بشأن اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المائة أو بشأن الرقابة على المواقع الذرية، مثلا. لكن يُشك كثيرا في ان يوافق على تنازلات تسلب ايران احراز القدرة على انتاج سلاح ذري في مدة قصيرة.

-----------------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

اسرائيل اليوم - مقال -4/8/2013

القيم والتراث وراء التفاوض

بقلم: حاييم شاين

       (المضمون: يجب على القيادة الاسرائيلية ان تعزز في الشعب الاسرائيلي حب الوطن والتضحية من اجله لا ان تفاوض الفلسطينيين في تسليم أجزاء منه اليهم - المصدر).

          يوجد مكان لقلق حقيقي في ايام التفاوض هذه. ويؤسفني أنني لا أشارك في فرض ان أبو مازن ورفاقه سيقومون بالعمل لأجلنا ويُظهرون عنادا ورفضا، وأن محاولة امريكية اخرى لتسجيل نجاح سياسي على ظهورنا ستُلقى في مزبلة التاريخ. إن محاولات كثيرة كهذه جبت منا ثمنا باهظا من الدماء. إن التصميم الامريكي على التوصل الى انجاز عظيم لأن مكانتهم في العالم في الحضيض، وعرف أبو مازن ورفاقه نقاط ضعف المجتمع الاسرائيلي بواسطة خبراء منا يشيرون عليهم، ويوجد في المجتمع الاسرائيلي عناصر يريدون انشاء جو تعب وضعف.

          إن كل من يعتقد ان فكرة استفتاء الشعب يمكن ان تكون سورا واقيا وجدارا حديديا يقيان من تنازلات مبالغ فيها في ارض الوطن، مخطيء. فلو أن سيدنا موسى استفتى الشعب هل يدخل ارض اسرائيل بعد انقضاء التيه في الصحراء فانني على يقين من ان أكثر الشعب وفيه رؤساء الأمة كان سيُفرحهم البقاء في الصحراء والأكل من السماء بلا عمل والحصول على مظلة أمن بواسطة "عمود السحاب" و"عمود النار". ولو ان دافيد بن غوريون استفتى الشعب هل يعلن انشاء دولة اسرائيل على علم بأنه ستنشب بعد الاستفتاء حرب قاسية تكلف آلاف القتلى، لاقترح أكثر الشعب الانتظار.

          ولو ان اريك شارون استفتى الشعب في تسليم غوش قطيف فانه لا يخالجني شك في ان أكثر مواطني اسرائيل آنذاك كانوا سيختارون الاعادة عن وهم السلام القريب. لكن اليهود لا يملكون مثل هذا الترف. لقد بقينا شعبا صغيرا في خطر دائم وعمل القيادة المنتخبة ان تتخذ قراراتها بحسب رؤياها وايمانها بما هو صحيح للجمهور لا بحسب ما يعتقد الجمهور في لحظة ما أنه يريده.

          يجب على اليمين الاسرائيلي الذي يقود الدولة منذ سنين كثيرة ان يُبين للجمهور سريعا وعلى عجل الجوانب التاريخية والقومية لتمسكنا بأرض آبائنا والحاجة الامنية الى السيطرة على مناطق يهودا والسامرة. وقد نسينا لكثرة الانشغال بأسعار الشقق وجبن الكوتج أن العودة الى ارض اسرائيل هي عودة اليهود الى التاريخ مع المسؤولية الضخمة التي تصاحب ذلك.

          إن أخذنا مصيرنا بأيدينا يعني أن نُقوي الأسس السليمة لأبناء أمتنا العظيمة وأن نعلم أننا ولدنا هنا ولن يزحزحنا أحد من هنا، وأنه لا وجود للجسم بلا القلب. وقلب الأمة اليهودية هو القدس وبيت لحم والخليل، والذي يتخلى عن القلب يتخلى عن الجسم كله.

          سمعت في الآونة الاخيرة في تأثر الأغنية الرائعة لـ عمير بنيون "في تواضع وافتخار". إن عمير واحد من المبدعين اليهود الكبار وهو يقف منذ سنين على الباب ويُسمع صوت الايمان والأمل في أبدية اسرائيل. إن أغنيته المدهشة عن مناحيم بيغن تُذكر بنظرية الزعيم العظيم الذي علمنا ما هي التضحية والصلة بصهيون والقدس وحب اليهود في الأساس.

          من المهم في هذه الايام ان نردد تراثه وايمانه العظيم بشعب اسرائيل وبقدرة الشعب اليهودي على النهوض بكل مهمة وكل تحدٍ بشرط أن يجعلوا أمامه رؤيا حقيقية. إن أكثر الجمهور الذي لا يُسمع صوته يحب ارض آبائه ويرتبط بها من أعماق نفسه، ويدرك أهميتها ويتوقع من القيادة أن تقول له إنه ليس مخطئا في ذلك.

----------------------- انتهت النشرة ---------------------